ونواه- هي من التقوى- فهي تدل على طريق التقوى وكل ذلك صلته بمحور السورة من البقرة واضح لمن تأمل.
أمرت آية العبادة بالعبادة، وترك الشرك، وأمرت بالإحسان وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى ... ومحور سورة النساء من البقرة جاء فيه أمر بالعبادة، ونهي عن الشرك، وجاء به ما يستثير الإحسان: يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ .. الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً .. فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ إنه سيتأكد لدينا شيئا فشيئا كيف أن سورة النساء تفصل في محورها من البقرة، وفي ارتباطات هذا المحور، وفي امتداداته من سورة البقرة بما لا يبقى معه شك. وبعد المقطع الثالث، يأتي المقطع الرابع، ويبدأ بالنهي عن الصلاة في حالة السكر، ويبيح التيمم للصلاة في بعض الحالات، ثم تأتي مجموعة فيه توضح الرؤية في أمر أهل الكتاب، ثم تأتي مجموعة تتحدث عن الكافرين والمؤمنين، ثم تأمر بأداء الأمانة، والحكم بالعدل، فلنتأمل صلة ذلك ببعضه وبالمحور: لقد جاء في المحور أمر بالعبادة لتحقيق التقوى التي أحد أجزائها:
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ فللعبادة صلة بقضية الإيمان، ومن التقوى الصلاة، وهي كذلك عبادة فإن يأتي الآن مقطع ينهى عما ينافي الصلاة، ثم يوضح لنا الرؤية في شأن من لا يؤمنون بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وما هي دوافعهم في ذلك؟ كل ذلك لا تخفى صلاته مع المحور، ولهذا الموضوع تتمة نراها أثناء استعراض المقطع الرابع.
[المقطع الرابع]
ويمتد من الآية (٤٣) إلى نهاية الآية (٥٨). وهذا هو: