النامية، والثمار اليانعة. وهي حشد من الحيوانات والمشاهد، ومجال للتأمل والزيادة.
لو نشاهدها بالحس المتوفز والقلب المتفتّح.
وها هو ذا الوجود كله، جديدا كأنما نراه أول مرة. حيا يعاطفنا ونعاطفه، متحركا تدب الحركة في أوصاله، عجيبا يشده الحواس والمشاعر. ناطقا بذاته عن خالقه. دالا بآياته على تفرده وقدرته ..
وعندئذ يبدو الشرك بالله- والسياق يواجه الشرك والمشركين بهذا الاستعراض- غريبا غريبا على فطرة هذا الوجود وطبيعته. وشأنها في ضمير من يشاهد هذا الوجود الحافل بدلائل الهدى ويتأمله. وتسقط حجة الشرك والمشركين في مواجهة هذا الإيمان الغامر في مجال الوجود العجيب».
فوائد: [حول الآيتين (٩٦، ٩٧)]
١ - قال صهيب الرومي رضي الله عنه لامرأته وقد عاتبته في كثرة سهره: إن الله جعل الليل سكنا إلا لصهيب، إن صهيبا إذا ذكر الجنة طال شوقه، وإذا ذكر النار طار نومه. رواه ابن أبي حاتم.
٢ - قال ابن كثير: قال بعض السلف: من اعتقد في هذه النجوم غير ثلاث فقد أخطأ وكذب على الله سبحانه: أنّ الله جعلها زينة للسماء، ورجوما للشياطين، ويهتدى بها في ظلمات البرّ والبحر.
٣ - إن هداية الإنسان بالنجوم لا يفقهها إلا عالم، فلولا النجوم لما أمكن للإنسان أن يهتدي في ظلمات البر والبحر، ويكفي أن نشير إلى أن خطوط الطول والعرض مبينة بشكل ما على وضع نجم القطب، وأن ذلك كله أساس في اهتداء الإنسان في طيارته أو باخرته في عصرنا.
[كلمة في السياق]
١ - بدأ القسم الأول من سورة الأنعام بقوله تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ويبدأ القسم الثاني بمقدمة تتحدث عن مظاهر قدرة الله: إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى ..