وأن الصبر من النور، وأن إيذاء الرسل من الظلمات، وأن معرفة أن الله خلق السموات والأرض بالحق طريق إلى النور، وأن معرفة أن الله قادر على استبدال الخلق بخلق آخر طريق إلى النور، وأن طريق الشيطان إلى الظلمات مجرد الوسوسة المزخرفة الكاذبة، وأن الإيمان والعمل الصالح طريق إلى النور والجنة.
[فوائد]
١ - ذكر الشيخ أحمد الزروق في كتابه (قواعد التصوف) أن مما يذهب بالشك أن يكرر الإنسان قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ
وكنت أتسأل عن دليل هذا القول حتى اشتغلت بتفسير سورة إبراهيم فلاحظت أن مجئ هاتين الآيتين آت في سياق دعوة الرسل وشك أقوامهم فيما يدعونهم إليه، ومن ثم فالآيتان دواء للشك ودواء من الوسوسة، ثم هما آتيتان في الوسط بين مشهدين من مشاهد يوم القيامة يصفان مآل الكافرين الشاكين المستجيبين للشيطان
٢ - بمناسبة قوله تعالى حكاية عن أهل النار سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ ينقل ابن كثير قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: إن أهل النار قال بعضهم لبعض: تعالوا فإنما أدرك أهل الجنة الجنة ببكائهم وتضرعهم إلى الله عزّ وجل، تعالوا نبك ونتضرع إلى الله، فبكوا وتضرعوا، فلما رأوا أنه لا ينفعهم قالوا: إنما أدرك أهل الجنة بالصبر تعالوا حتى نصبر فصبروا صبرا لم ير مثله، فلم ينفعهم ذلك فعند ذلك قالوا سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا الآية.
٣ - هل الخطبة التي ألقاها إبليس تكون قبل دخول الكافرين النار أو بعد ذلك؟
يرجح ابن كثير وغيره أنها بعد دخول النار، مستشهدا بكثير من الآيات، وبقوله تعالى في الآيات وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ أي بدخول أهل الجنة الجنة، ودخول أهل النار النار، إلا أنه لرفع العهدة فيما يبدو يذكر اتجاها آخر وهو أن هذه الخطبة كانت بعد فصل القضاء وقبل دخول النار قال:
(ولكن قد ورد في حديث رواه ابن أبي حاتم وهذا لفظه وابن جرير من رواية عبد الرحمن بن زياد: حدثني دخين الحجري عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا جمع الله الأولين والآخرين، فقضى بينهم، ففرغ من القضاء قال المؤمنون قد