للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجاوز الحد في الخلاف بأن يكون في حياته محاربا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ أي فحقت له خالِداً فِيها جزاء على جرمه الذي لا جرم أعظم منه ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ وأي ذلة أكبر من دخول جهنم والخلود فيها؟

ثم وصف الله حال هؤلاء المنافقين في خشيتهم من الفضيحة فقال: يَحْذَرُ الْمُنافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ أي تخبرهم بِما فِي قُلُوبِهِمْ أي من الكفر والنفاق والمشاقة لله والرسول صلى الله عليه وسلم قُلِ اسْتَهْزِؤُا هذا تهديد لهم إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ ما تَحْذَرُونَ أي مظهر ما كنتم تحذرونه أي ما كنتم تحذرون إظهاره من نفاقكم، وكانوا يحذرون أن يفضحهم الله بالوحي فيهم وفي استهزائهم بالإسلام وأهله

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ عما قالوه لكان جوابهم لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ فعليهم لعنة الله أي حرم يهتكون؟

قُلْ يا محمد أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ لم يعبأ باعتذارهم الكاذب لأنه حتى على فرض صدقهم فإن جلال الله ومقام آياته ومقام رسوله عليه الصلاة والسلام لا يعتدى عليه جدا أو هزلا، ثم خاطبهم الله موبخا

لا تَعْتَذِرُوا أي لا تشتغلوا باعتذاراتكم الكاذبة فإنها لا تنفعكم بعد ظهور سركم قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ أي قد أظهرتم كفركم باستهزائكم بعد إظهاركم الإيمان إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ بتوبتهم وإخلاصهم الإيمان بعد النفاق نُعَذِّبْ طائِفَةً بِأَنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ بإصرارهم على النفاق وعدم توبتهم منه.

وهكذا انتهت هذه المجموعة بعد أن حددت مواصفات نوع من أنواع المنافقين في سياق وصف من يتخلف عن النفير العام بالنفاق، فمن تتبع أقوال وأحوال من يتخلف عن النفير فإنه يجدهم واحدا من هذه الأصناف التي مرت والتي ستمر معنا في هذه السورة بكل خصائصه، وقبل أن ننتقل إلى المجموعة السادسة التي تحدد بدقة شاملة صفات المنافقين بشكل عام، وصفات المؤمنين، وما أعد الله لكل، ننقل الفوائد التي لها علاقة بهذه المجموعة.

[الفوائد]

١ - هذه المجموعة تحدثت عن منافقين يطعنون في القيادة النبوية، ويتظاهرون بأعلى درجات الانتماء، ويحرصون على إرضاء الصف الإسلامي، وإذا حوسبوا على كثير من تصرفاتهم، ادعوا أنهم يفعلونها من قبيل اللطف والظرف والنكتة، هؤلاء لا يمكن أن يكونوا مقاتلين في سبيل الله، وهؤلاء منافقون، من حيث إن إرضاءهم للصف

<<  <  ج: ص:  >  >>