يخبر تعالى في هذه الفقرة عن الشهداء بأنهم وإن قتلوا في هذه الدار فإن أرواحهم حية، مرزوقة في دار القرار، وهم فرحون بما هم فيه من النعمة والغبطة، ومستبشرون بإخوانهم الذين يقتلون بعدهم في سبيل الله أنهم يقدمون عليهم، وأنهم لا يخافون مما أمامهم، ولا يحزنون على ما تركوه وراءهم، وأنهم يسرون بلحوق من لحقهم من إخوانهم، على ما مضوا عليه من جهادهم، ليشركوهم فيما هم فيه من ثواب الله الذي أعطاهم، وإنما كان سرورهم بما عاينوه من وفاء الموعود، وجزيل الثواب، ومعرفتهم أن الله لا يضيع أجر المؤمنين المتأخرين عنهم ممن لهم مواقف المؤمنين الصادقين. وقد ضرب الله مثلا لهذا النموذج الصادق المؤمن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما استجابوا له في