قال ابن جرير الطبري في تفسيره: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ: إنا خلقنا ذرية آدم من نطفة، يعني: من ماء الرجل وماء المرأة. والنطفة كل ماء قليل في وعاء كان ذلك ركية أو قربة أو غير ذلك. وقوله أمشاج يعني: أخلاط واحدها مشج ومشيج، يقال فيه: إذا مشجت هذا بهذا خلطته، وهو ممشوج به، ومشيج أي مخلوطه ... وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة.
وروى بسنده عن عكرمة قوله أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ قال: ماء الرجل مع ماء المرأة يمشج أحدهما الآخر، وروي عنه أيضا قوله: ماء الرجل وماء المرأة يختلطان. وروى بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ماء المرأة وماء الرجل يختلطان، وقال الربيع ابن أنس: إذا اجتمع ماء المرأة وماء الرجل.
وقال الحسن البصري: مشج (خلط) ماء المرأة مع ماء الرجل.
قال مجاهد: خلق الله الولد من ماء الرجل وماء المرأة، وقد قال الله تعالى:
يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى.
وذكر ابن جرير أقوالا أخرى مثل قول قتادة: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ أي: أطوار الخلق طورا نطفة، وطورا علقة، وطورا مضغة، وطورا عظاما، ثم كسا الله العظام لحما، ثم أنشأناه خلقا آخر ... وروى عنه أيضا: الأمشاج اختلاط الماء والدم بالنطفة، ثم كان علقة ثم كان مضغة ... وانتهى ابن جرير إلى ترجيح القول الأول وهو: أن النطفة الأمشاج هي اختلاط ماء الرجل بماء المرأة قال: وأشبه