للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة آل عمران (٣): الآيات ١١٣ الى ١١٧]

لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (١١٣) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٤) وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (١١٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١١٦) مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٧)

[المعنى العام]

في الآية الأولى: أمر من الله بتحقيق التقوى، ونهي من الله لنا أن نموت على غير الإسلام، وذلك بأن نحافظ علي الإسلام في حالة صحتنا، وسلامتنا، لنموت عليه، لأن الكريم قد أجرى عادته بكرمه، أنه من عاش على شئ بعث عليه. فعياذا بالله من موت على غير الإسلام.

وفي الآية الثانية: أمر بالاعتصام بكتاب الله، وعدم التفرق، وأمر بتذكر نعمة الله في الألفة على هذا الدين بعد التفرق، وما أكرم الله- عزّ وجل- به هذه الأمة إذ أنقذها من النار.

وفي الآية الثالثة أمر لهذه الأمة أن تنتصب للدعوة إلى الكتاب والسنة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبذلك تستحق الفلاح.

وفي الآية الرابعة، والخامسة، والسادسة، والسابعة: توجيه لهذه الأمة ألا تكون كالأمم الماضية في افتراقها، واختلافها، من بعد ما جاءها من الحق، وتهديد لهذه الأمة أن تغفل ذلك، مع تبيان المآل عند الله، إذ تبيض وجوه من لزم الحق وأهله، وتسود

<<  <  ج: ص:  >  >>