للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مستحلا له، فأولئك أصحاب النار خالدون فيها لأنهم بالاستحلال صاروا كافرين. لأن من أحل ما حرم الله عزّ وجل عليه فهو كافر. فلذا استحق الخلود. أما من لم يستحل، وتاب، فأرجع ما أخذه من ربا إلى أهله، أو أنفقه- لا بنية القربة- إن لم يعلم أصحابه.

فالمرجو أن يتوب الله عليه. ومن لم يستحل، ولم يتب، فأمره إلى الله. إن شاء عذبه، وإن شاء عفا عنه.

يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا أي: يذهب ببركته، ويهلك المال الذي يدخل فيه. وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ. أي: ينميها، ويزيدها. أي يزيد المال الذي أخرجت منه الصدقة، ويبارك فيه. وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ. أي: لا يحب كل عظيم الكفر، باستحلال الربا، متماد بالإثم بأكله.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ أي: إذا اجتمعت لهم هذه المعاني كلها. لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.

[فوائد]

١ - روى البخاري عن ابن عباس قال: «آخر ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الربا».

وروى البخاري عن عائشة قالت: «لما نزلت الآيات من آخر سورة البقرة في الربا، قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس ثم حرم التجارة في الخمر».

وما الصلة بين الربا، وتحريم التجارة في الخمر؟.

قالوا: لما حرم الربا ووسائله، حرم الخمر وما يفضي إليه.

٢ - قال عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة: «وكل ربا في الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين. وأول ربا أضع، ربا العباس». قال ابن كثير: ولم يأمرهم برد الزيادات المأخوذة في حل الجاهلية بل عفا عما سلف. وبهذه المناسبة نتساءل: هل الحكم اللاحق، مسئول عن رد المظالم التي حدثت في عهد سابق، ومحاسبة من خالفوا أمر الله في عهد سابق؟. يبدو أن الدولة الإسلامية أمامها خيارات واسعة في هذا الشأن.

٣ - روى الإمام أحمد، وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الربا وإن كثر فإن عاقبته

<<  <  ج: ص:  >  >>