الْحَقِّ إلى قوله وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ منهم ومما اختاروه من الكفر ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ بل يعبدون أهواءهم ويطيعون شهواتهم
وَقِيلَ للمشركين ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ أي ليخلصوكم من العذاب فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ أي فلم يجيبوهم وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ أي فودوا حين عاينوا العذاب لو أنهم كانوا من المهتدين في الدنيا.
...
[كلمة في السياق]
لاحظ ما ختمت به الفقرة وَرَأَوُا الْعَذابَ لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ لندرك الصلة بين الفقرة وبين المجموعة من بدايتها إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا ... فالفقرة تصور لنا كيف أن الكافرين يتمنون أن لو كانوا مسلمين يوم القيامة وفي ذلك رد جديد على من يتركون الإسلام خوف التخطف إذ إنهم يوم القيامة يتمنون أن لو كانوا مسلمين.
...
[الفقرة الثانية]
وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أي واذكر يوم ينادي الله المشركين فَيَقُولُ ماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ قال ابن كثير: النداء الأول عن سؤال التوحيد وهذا فيه إثبات النبوات:
ماذا كان جوابكم للمرسلين إليكم وكيف كان حالكم معهم؟. وهذا كما يسأل العبد في قبره: من نبيك وما دينك؟ فأما المؤمن فيشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأما الكافر فيقول ها، ها، لا أدري. ولهذا لا جواب له يوم القيامة غير السكوت لأن من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا» وقال النسفي:
(حكى أولا ما يوبخهم به من اتخاذهم له شركاء ثم ما يقوله الشياطين أو أئمة الكفر عند توبيخهم لأنهم إذا وبخوا بعبادة الآلهة اعتذروا بأن الشياطين هم الذين استغووهم ثم ما يشبه الشماتة بهم لاستغاثتهم آلهتهم وعجزهم عن نصرتهم ثم ما يبكتون به من الاحتجاج عليهم بإرسال الرسل وإزاحة العلل)
فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ أي فعميت عليهم الحجج أي فخفيت عليهم الحجج أو الأخبار وقيل خفي عليهم الجواب فلم يدروا