للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَحْبَبْتَ .. وكأن في ذلك إشارة إلى أن الهداية إذا أرادها الله لإنسان فحلت قلبه فإنه لا يصرفه عنها صارف، أما الذي لا يريد الله هدايته فإنه يتعلل بكل علة، ولو كانت غير معقولة ولا مقبولة.

٣ - إن الشبهة التي عرضتها الآية السابقة هي حجة كافري اليوم في الانصراف عن الإسلام، ناسين أن الله عزّ وجل هو الذي بيده الأمور كلها، وأن الله عزّ وجل الذي بيده الأمور كلها. قد يعطي الأمن للكافرين فكيف لا يعطيه للمؤمنين، ثم أليست الدنيا دار ابتلاء، وعلينا أن نجاهد؟

...

وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها أي طغت وأشرت وكفرت نعم الله فيما أنعم به عليهم من الأرزاق، والبطر: سوء احتمال الغنى، وهو ألا يحفظ حق الله فيه فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ أي منازلهم باقية الآثار، يشاهدونها في الأسفار كبلاد ثمود، وقوم شعيب وغيرهم لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا من السكنى وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ لتلك المساكن من ساكنيها، فلا يملك التصرف فيها غيرنا أي رجعت خرابا ليس فيها أحد

وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى كل وقت حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها أي أصلها ومعظمها أو عاصمتها رَسُولًا لإلزام الحجة وقطع المعذرة يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا أي وحينا وَما كُنَّا مُهْلِكِي

الْقُرى إِلَّا وَأَهْلُها ظالِمُونَ

أي وما أهلكناهم إلا وأهلها مستحقون العذاب بظلمهم وهو إصرارهم على كفرهم وعنادهم، ومكابرتهم بعد الإعذار إليهم.

[كلمة في السياق]

هاتان الآيتان حذرتا الكافرين وأنذرتاهم. وفي الوقت نفسه هما رد جديد على الذين يتركون الإسلام خوف التخطف، فالله عزّ وجل يذكرهم هنا بأنه قادر على إهلاكهم كما أهلك القرى المعرضة فليخافوا الله إذن عند ما يتركون الإسلام ولا يخافوا الناس إذا دخلوا في الإسلام.

وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها أي وأي شئ أصبتموه من أسباب الدنيا فما هو إلا تمتع وزينة أياما قلائل وهي مدة الحياة الدنيا وَما عِنْدَ اللَّهِ أي ثوابه خَيْرٌ في نفسه من ذلك وَأَبْقى لأنه دائم أَفَلا تَعْقِلُونَ أي أفلا يعقل

<<  <  ج: ص:  >  >>