للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن يغمض مؤلفه عينيه عن هذه المعارك كلها، وإذا كان هذا كله يقتضي تربية مكافئة لهذه الأمور كلها على ضوء القرآن فقد راعيت أن يكون هذا بارزا في هذا التفسير.

ومن مميزات هذا التفسير أنه حاول أن يبين من هي جماعة المسلمين، وما هي مدارسها الاعتقادية والفقهية والروحية والسلوكية والأصولية، ومن يقرب من ذلك ومن يبعد عنه، وما خالط ذلك من دخن في العصور المتأخرة، وأصول الخلاف وأمهات مسائل الخلاف، وما هو الخلاف المرفوض والاختلاف المقبول؟ وما هو إطار ذلك؟ وما ينبغي أن يترتب عليه سلبا أو إيجابا؟

ومن مميزاته أنه حاول أن يبين كيف أن القرآن أعطى الجواب على كل شئ إما بشكل مباشر أو بما أحال عليه من سنة أو بما أحال القرآن والسنة على طرائق ووسائل يعرف بها حكم الله.

ومن مميزاته أنه كتاب علم ودعوة وتربية وجهاد بآن واحد، فهو كتاب تبصير للمسلم في هذه الدوائر كلها، وكيف ينبغي أن يتصرف في كل دائرة منها على بصيرة بما لا يطغى فيه حق العلم على حق المعركة، أو حق المعركة على حق العلم، أو حق العلم والمعركة على حقوق الدعوة وطرائق التربية.

على أنني وإن حاولت أن ألاحظ في هذا التفسير مجموعة من القضايا التي لا بد منها في تفسير معاصر، إلا أنني أحب أن أذكر بأن القصور عن المستوى المطلوب كثير، والعلة في أولا، ولكن قد يكون من العذر أنني كتبت مسودة هذا التفسير في سجن كان يصعب علي فيه- في بعض المراحل- أن أصل إلى كتاب أصلا. ثم إنني كتبت مبيضته في غربة وعزلة، وكل ذلك يحول دون الكمال المطلوب. ورحم الله امرأ دلني على خطأ أو كمال. وأسأل الله أن يتقبل، وأن يرزقني العفو والعافية وحسن الختام.

[ملاحظة حول اصطلاحات في هذا التفسير]

اعتمادا على حديث حسن سنراه اعتبرنا أن القرآن يتألف من أربعة أقسام: قسم الطوال، وقسم المئين، وقسم المثاني، وقسم المفصل، وبناء على معان سنراها اعتبرنا أن السبع الطوال تنتهي بانتهاء سورة براءة، وأن قسم المئين ينتهي بانتهاء سورة (القصص)، وأن قسم المثاني ينتهي بانتهاء سورة (ق)، وأن قسم المفصل ينتهي بانتهاء

<<  <  ج: ص:  >  >>