للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كبزر الكزبرة أبيض وطعمه كرقاق بعسل وكانوا يلتقطونه صباحا فصباحا كل واحد على حسب أكله وإذا حميت الشمس كان يذوب) وأما السلوى فقد ذكرت الإصحاح نفسه (فكلم الرب موسى قائلا سمعت تذمر بني إسرائيل كلمهم قائلا في العشية تأكلون لحما وفي الصباح تشبعون خبزا .... فكان في المساء أن السلوى صعدت وغطت المحلة) وليس في الأسفار وصف للسلوى والمعروف أن السلوى طير صغير أكبر من العصفور قليلا وقد مر الكلام عنه (في سورة البقرة) بأنه السماني. وفي الإصحاح السادس عشر (وأكل بنو إسرائيل المن أربعين سنة حتى جاءوا إلى أرض عامرة).

والقرآن يذكر هذه الحوادث في هذا السياق للتدليل على أن هذا الشعب كان يرى الآيات، وتتوالى عليه النعم المباشرة من الله، ومع ذلك كان يظلم، من أجل ألا تستغرب هذه الأمة كفر اليهود بدعوة الله الجديدة. وهي في الوقت إقامة حجة على هؤلاء، ودعوة لهم وموعظة، كيلا يسلكوا الطريق الخاطئ طريق آبائهم. ثم هي درس للمسلمين في ألا يسلكوا طريق هؤلاء.

وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ أي واذكر إذ قيل لهم. اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ مر معنا في سورة البقرة الخلاف في المراد بهذه القرية، لأن الله قد فتح لهم بلادا كثيرة، والراجح أنها بيت المقدس وَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ أثناء الدخول وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً أي خاضعين راكعين نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ هذان وعدان وعد للجميع بالغفران إن أطاعوا، ووعد للمحسنين خاصة بالزيادة

فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً أي عذابا مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ. أي بسبب ظلمهم، وفي هذا كذلك إشعار لهذه الأمة بألا تستغرب رفض اليهود لدعوة الله، وفي هاتين الآيتين وما قبلهما تذكير لهذه الأمة بألا تظلم نفسها بمعصية ربها، وترك شكره، وعدم تنفيذ أوامره. وفي هذه الآيات كلها نماذج على مواقف فاسدة من الهدى الرباني المنزل على أمة من الأمم.

[فائدة]

يبدو أن الأمر بدخول البلدة التي أمروا بالدخول إليها كان في زمن يشوع خليفة موسى عليهما السلام، وسفر يشوع الذي بين أيدينا الآن لا نستطيع الاعتماد على ما فيه كغيره، لأن فيه العبارة التقليدية التي تفيد أن هذه الأسفار كتبت متأخرة وهي- إلى هذا اليوم- ففي الإصحاح السابع منه (فقال يشوع كيف كدرتنا يكدرك الرب في

<<  <  ج: ص:  >  >>