لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ يعني من الأصنام أو الأنداد والأوثان والشركاء مهما كانوا، بشرا أو حجرا أو شمسا أو قمرا
وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ أي: ولا أنتم عابدون إلهي وهو الله رب العالمين، ومن هنا نفهم أن أي إنسان لا يدخل في هذا الدين فإنه لا يكون عابدا لله عزّ وجل، ولو ادعى ما ادعى، وعمل ما عمل
وَلا أَنا عابِدٌ أي: فيما يأتي من الزمان ما عَبَدْتُّمْ
وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ فيما يأتي من الزمان ما أَعْبُدُ بسبب من وصولكم إلى درجة من الكفر لا عودة فيها. وهذا الذي ذكرناه هو توجيه النسفي للسورة، فالعبادة الأولى يراد بها الحال، والعبادة الثانية يراد بها الاستقبال، وقال ابن كثير: أي ولا أعبد عبادتكم أي لا أسلكها ولا أقتدي بها، وإنما أعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ أي: لا تعتقدون بأوامر الله وشرعه في عبادته، بل قد اخترعتم شيئا من تلقاء أنفسكم. أقول: إن للمفسرين أربعة أقوال في تعليل تكرار موضوع
المفاصلة في العبادة. هذان القولان اللذان نقلناهما، وقولان آخران، وقد ذكر الأقوال الأربعة ابن كثير. ولعل أكثر الأقوال غموضا هو القول الذي قدمه، ومن ثم فسنعرض الأقوال الأربعة كما ذكرها، ونفسر القول الأول الذي قدمه وهو الذي اعتمده. قال ابن كثير ملخصا أقوال المفسرين: (فهذه ثلاثة أقوال: