الشرعي، إما الإخلاص فيها، وإما المتابعة لشرع الله، فكل عمل لا يكون خالصا وعلى الشريعة المرضية فهو باطل، فأعمال الكفار لا تخلو من واحد من هذين، وقد تجمعهما معا، فتكون أبعد من القبول حينئذ)
وإذ بين الله عزّ وجل حال الكافرين وحال أعمالهم، بين حال أهل الإيمان والجنة أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا المستقر المكان الذي يكونون فيه، في أكثر أوقاتهم يتجالسون ويتحادثون وَأَحْسَنُ مَقِيلًا المقيل:
هو المكان الذي يأوون إليه للاسترواح إلى أزواجهم، ولا نوم في الجنة ولكنه سمى مكان استراحتهم إلى الحور مقيلا على طريق التشبيه، وإنما نال أهل الجنة ما نالوه، وصاروا إلى ما صاروا إليه بما عملوه من الأعمال المتقبلة، بخلاف أهل النار، فإنهم ليس لهم عمل واحد يقتضي دخول الجنة لهم، والنجاة من النار، فنبه تعالى بحال السعداء على حال الأشقياء، وأنه لا خير عندهم بالكلية، وفي ذلك تنبيه لهؤلاء المتعنتين على فرط خسارتهم، وعلى ما تكلفهم مواقفهم المستكبرة الظالمة، ثم يأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتذكر مشهدين من مشاهد يوم القيامة، في تذكرها عزاء أي عزاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمام هذه المواقف المستكبرة الظالمة:
[المشهد الأول]
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ أي واذكر يوم تتشقق السماء بالغمام بأن تنفرج عنه، قال ابن كثير: وهو ظلل النور العظيم الذي يبهر الأبصار وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلًا والمعنى: أن السماء تتفتح بغمام أبيض يخرج منها، وفي الغمام الملائكة ينزلون فيحيطون بالخلائق في مقام المحشر
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ أي الثابت لِلرَّحْمنِ لأن كل ملك يزول يومئذ فلا يبقى إلا ملكه وَكانَ ذلك اليوم يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً أي شديدا ويفهم منه أنه يسير على المؤمنين، وإنما كان عسيرا على الكافرين لأنه يوم عدل وقضاء فضل.
[كلمة في السياق]
في قوله تعالى وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلًا قال ابن كثير: (قال مجاهد: وهذا كما قال تعالى هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ.