سُورَةٌ أَنْزَلْناها قال النسفي:(والسورة: الجامعة لجملة آيات بفاتحة لها وخاتمة واشتقاقها من سور المدينة وفي قوله سُورَةٌ أَنْزَلْناها تنبيه على الاعتناء بها ولا ينفي الاعتناء بها الاعتناء بما عداها وَفَرَضْناها أي فرضنا أحكامها التي فيها، وجعلناها مقطوعا بها، وأصل الفرض في اللغة القطع قال مجاهد وقتادة: «أي بينا الحلال والحرام والأمر والنهي) وَأَنْزَلْنا فِيها آياتٍ بَيِّناتٍ أي دلائل مفسرات واضحات لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ أي لكي تتعظوا، فهذه هي حكمة إنزال سورة النور على ما هي عليه، فمن لم يحقق هذه الحكمة في نفسه فقد أسرف، ومعنى الآية: سورة أنزلها الله، وفرض أحكامها، من حلال وحرام، وأمر ونهي وحدود، وأنزل فيها آيات مفسرات واضحات لكي نتعظ.
هذه الآية هي مقدمة السورة وهي تبين أن السورة محكمة، وأن فيها فرائض، وأن فيها آيات بينات، فهي مدخل إلى السورة التي تفصل في موضوع الدخول في الإسلام كله،
وبعد أن قرر الله في هذه المقدمة ما قرر تبدأ السورة تفصل لنا ما فرض الله وما حكم مما فيه آيات بينات، ومما هو من الإسلام الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي البكران اللذان لم يتزوجا أما المحصن الذي قد وطئ ولو مرة واحدة في نكاح صحيح وهو حر بالغ عاقل