- وفي الآية السادسة: بين- عزّ وجل- مشيئته المطلقة في أنه يختص من يشاء برحمته، وأن فضله عظيم لا يحاط به، وفيه تنبيه للمؤمنين على ما خصهم به من الفضل بما لا يحد ولا يوصف، بما شرفنا الله بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه الشرف على سائر الأنبياء وهدانا به إلى أكمل الشرائع.
[المعنى الحرفي]
وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ نزلت الآية في حادثة، دعا فيها اليهود حذيفة، وعمارا، ومعاذا إلى اليهودية، والنص عام في اليهود وغيرهم، ويشهد لذلك قيام آلاف
المؤسسات التبشيرية للتبشير على الأرض الإسلامية، بغية إضلال المسلمين، لَوْ يُضِلُّونَكُمْ عن الإسلام إلى غيره. وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ أي: وما يعود وبال الإضلال إلا عليهم، لأن العذاب يضاعف لهم بضلالهم وإضلالهم. وَما يَشْعُرُونَ بأن وبال الإضلال عليهم.
يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ الموجودة عندكم وفيها بشارة برسول الله صلى الله عليه وسلم وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ أي: تعترفون بأنها آيات الله، أو معنى الآية: لم تكفرون بالقرآن ودلائل نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنتم تشهدون نعته في الكتابين!
أو لم تكفرون بآيات الله جميعا وأنتم تعلمون أنها حق:
يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ أي تخلطون الإيمان بموسى وعيسى بالكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ من نعت محمد عليه السلام وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أن محمدا ودينه حق
وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ فيما بينهم لبعضهم آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا من المسلمين وَجْهَ النَّهارِ أي أوله وَاكْفُرُوا آخِرَهُ أي اكفروا آخر النهار بالإسلام، أي أظهروا الإيمان بما أنزل على المسلمين في أول النهار، واكفروا به آخره لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ أي: لعل المسلمين يرجعون عن دينهم بأن يقولوا: ما رجعوا- وهم أهل كتاب وعلم- إلا لأمر قد تبين لهم، فيرجعون برجوعكم.
وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ أي: لا تطمئنوا إلا لمن تبع دينكم، أي لا تطمئنوا إلا لبعضكم، فتكلموا فيما بينكم فقط بما تعرفون، حتى لا ينتفع أحد بالإسلام، أو تكون للمسلمين حجة من خلال كلامكم. هذه وصيتهم لبعضهم. قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ أي: من شاء الله هداه فأسلم ثبته على الإسلام ولا يضره كيدكم. ولكن لماذا تفعلون ذلك؟ من تخطيط للإضلال وتواص بالباطل: أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ أي: قلتم هذا