للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقدمة السورة وتمتدّ من الآية (١) إلى نهاية الآية (٣) وهذه هي مع البسملة:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

٥٠/ ١ - ٣

[التفسير]

ق قال ابن كثير: حرف من أحرف الهجاء المذكورة في أوائل السورة كقوله تعالى ص ون والم* وحم* وطس ونحو ذلك قاله مجاهد وغيره وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ أي: الكريم العظيم، قال النسفي: والمجيد ذو المجد والشرف على غيره من الكتب، ومن أحاط علما بمعانيه وعمل بما فيه مجد عند الله وعند الناس. قال ابن كثير: واختلفوا في جواب القسم ما هو؟ فحكى ابن جرير عن بعض النحاة أنه قوله تعالى: قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ وفي هذا نظر، بل الجواب هو مضمون الكلام بعد القسم، وهو إثبات النبوة، وإثبات المعاد، وتقريره وتحقيقه، وهذا كثير في أقسام القرآن كما تقدم في قوله ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ* بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ وهكذا قال هاهنا ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ* بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ.

بَلْ عَجِبُوا أي: بل عجب الكافرون أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ قال ابن كثير: أي تعجّبوا من إرسال رسول إليهم من البشر وقال النسفي: (أي: محمد صلّى الله عليه وسلم) وفي النصّ كما قال النسفي: إنكار لتعجبهم مما ليس بعجب وهو أن ينذرهم بالخوف رجل منهم قد عرفوا عدالته وأمانته، ومن كان كذلك لم يكن إلا ناصحا لقومه، خائفا أن ينالهم مكروه، وإذا علم أن مخوفا أظلهم لزمه أن ينذرهم فكيف بما هو غاية المخاوف؟ ثم بيّن تعالى محل عجبهم بقوله فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ*

أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً هذا إخبار من الله عزّ وجل عن تعجبهم من المعاد، واستبعادهم لوقوعه، يقولون: أإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>