للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أثر من آثار ضعف اليقين.

قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ أي لا يعرفونه حق المعرفة كما هو جل جلاله، فاليهود المعاصرون لم يعرفوا الله حق المعرفة، والنصارى مثلثة؛ فهم لا يعرفون الله حق المعرفة، ومن ثم فهم غير مؤمنين بالله وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ فهم غير مؤمنين باليوم الآخر لأنهم فيه على غير إيمان به كما هو وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ لأنهم لا يحرمون ما حرم في الكتاب والسنة وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ أي ولا يعتقدون دين الإسلام الذي هو الحق مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ هذا بيان للموصوفين بالصفات السابقة وهم الذين أمر الله بقتالهم حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ أي إلى أن يقبلوها، وسميت جزية لأنها مما يجب على أهلها أن يجزوه أي يقضوه، أو هي جزاء على الكفر عَنْ يَدٍ أي عن يد مواتية غير ممتنعة وَهُمْ صاغِرُونَ أي تؤخذ منهم على الصغار والذل ونقل عن الشافعي: أن الصغار هو جريان أحكام المسلمين عليهم، ثم أغرى الله عزّ وجل المؤمنين بقتال أهل الكتاب بذكر شئ من مقالاتهم الشنيعة

وَقالَتِ الْيَهُودُ كلهم أو بعضهم عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ أي قول لا يعضده برهان ولا يستند إلى بيان فما هو إلا لفظ فارغ يفوهون فيه، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ المضاهأة: المشابهة، ونسبة الأبوة إلى الله ضلالة ملعونة قديمة تجدها في كثير من ديانات العالم القديم قاتَلَهُمُ اللَّهُ أي هم أحقاء بأن يقال لهم ذلك أَنَّى يُؤْفَكُونَ أي كيف يصرفون عن الحق بعد قيام البرهان

اتَّخَذُوا أي أهل الكتاب أَحْبارَهُمْ أي علماءهم وَرُهْبانَهُمْ أي نساكهم وعبادهم أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ أي اتخذوهم آلهة حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله، كما يطاع الأرباب في أوامرهم ونواهيهم. وفي والبلاد الإسلامية الآن تقوم حكومات بهذا الدور، وكثير من الأحزاب والمؤسسات تتتابع على هذا الدور، وقد طم الكفر وعم ولا بد من قتال وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ أي اتخذوه أي النصارى ربا حيث جعلوه ابن الله وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أي تنزيها له عن الإشراك

يُرِيدُونَ هؤلاء أهل الكتاب أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ هذا تمثيل لحالهم في طلبهم إبطال الإسلام وتكفير الناس بمحمد صلى الله عليه وسلم بحال من يريد أن ينفخ في نور عظيم منبث في الآفاق يريد الله أن يزيده ويبلغه الغاية القصوى من الإشراق ليطفئه بنفخة فما أشد جنونه وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَ

<<  <  ج: ص:  >  >>