للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ أي: بسبب كراهتهم القرآن قال ابن كثير: أي لا يريدونه ولا يحبونه فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ أي: أبطلها فلم يقبلها

أَفَلَمْ يَسِيرُوا أي: أفلم يسر هؤلاء الكفار فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ من الكافرين دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أي: أهلكهم هلاك استئصال أي عاقبهم بتكذيبهم وكفرهم ونجّى المؤمنين من بين أظهرهم وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها أي: أمثال تلك الهلكة

ذلِكَ أي: نصر المؤمنين وسوء عاقبة الكافرين بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا أي: وليّهم وناصرهم وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ أي لا ناصر لهم قال النسفي: فإن الله تعالى مولى العباد جميعا من جهة الاختراع، ومالك التصرف فيهم، ومولى المؤمنين خاصة من جهة النصرة ..

كلمة في السياق: [حول علاقة ما مر من السورة بالمحور]

بيّن الله عزّ وجل للمؤمنين أنّه ينصرهم إن نصروه، وبين ماذا يستحق منه الكافرون وسبب استحقاقهم، ثم لفت نظر الكافرين إلى انتقامه من الأمم السابقة، وذلك نوع من أنواع النصر للمؤمنين، وعلّل لذلك بأن سبب ما ينزل بالكافرين هو ولايته سبحانه وتعالى للمؤمنين، وأن الكافرين لا مولى لهم. وبعد أن بيّن الله عزّ وجل هذا النوع من أنواع النصرة للمؤمنين يحدّثنا الآن عن نوع آخر.

إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ جزاء على إيمانهم وعملهم الصالح وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ أي: يتمتعون بمتاع الحياة الدنيا أياما قلائل وَيَأْكُلُونَ غافلين غير متفكرين في العاقبة كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ في معالفها ومسارحها غافلة عما هي بصدده من النّحر والذّبح وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ أي منزلهم ومقامهم يوم القيامة جزاء على أن لم يكن لهم همة إلا في متاع الدنيا، وطعامها وشرابها، ليس لهم همة إلا في ذلك وأمثاله

وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أي:

وكم من قرية، أي وكثير من القرى هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أي:

مكة، وأي وكم من قرية أشد قوة من قومك الذين أخرجوك أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ أي: فلم يكن لهم من ينصرهم ويدفع العذاب عنهم. قال ابن كثير: (وهذا تهديد شديد، ووعيد أكيد لأهل مكة في تكذيبهم لرسول الله صلّى الله عليه وسلم، وهو سيد الرسل،

<<  <  ج: ص:  >  >>