يكون لهم أجر فيها لا نزاع فيه. فأنزل الله فيهم هذه الآية، فوضعهم على أعظم الرجاء. لا فيما يأتي فقط. بل فيما مضى، كذلك قال ابن إسحاق:(فلما تجلى عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كان؛ حين نزل القرآن طمعوا في الأجر، فقالوا يا رسول الله: أنطمع أن تكون لنا غزوة نعطى فيها أجر المجاهدين؟ فأنزل الله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا .... فوضع الله منهم ذلك على أعظم الرجاء).
[فوائد]
١ - إن مجئ هذه الآية في نهاية هذه المجموعة، وفي سياق الأمر بالدخول في الإسلام كله. يصحح مفهوما خاطئا يمكن أن يقع فيه المسلمون، وهو الرجاء بلا هجرة ولا جهاد. وفيه تهديد لمن ترك بعض شرائع الإسلام ولو أدى بعضا.
٢ - كانت الهجرة في أول الدعوة الإسلامية مفروضة إلى المدينة. وبعد فتح مكة قال صلى الله عليه وسلم «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية». أي لا هجرة بعد فتح مكة منها.
لأنها أصبحت دار إسلام. ولكن ما حكم الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام؟.
ومن دار البدعة إلى دار السنة؟
قال الحنفية: إنها واجبة من دار الحرب إلى دار الإسلام، ومن دار البدعة إلى دار السنة، وقال الشافعية: حيثما استطعت أن تعلن بالإسلام وتجهر به فأقم. فوجودك
يجعل مكانك دار إسلام. ولكن حيث لا يستطيع الإنسان أن يجهر بدينه، أو حيث يخشى على نفسه، أو أهله الفتنة هل تجب عليه الهجرة أو لا؟. الظاهر إن كان يستطيع الهجرة إلى حيث يأمن فإنه يجب عليه.