وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ قال النسفي: أي واذكر وقت قول لوط أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ أي إتيان الذكور دون الإناث وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ أي تعلمون أنها فاحشة لم تسبقوا إليها، أو يرى ذلك بعضهم من بعض، لأنهم كانوا يرتكبونها في ناديهم معالنين بها، لا يتستر بعضهم من بعض مجانة وانهماكا في المعصية، أو وأنتم تبصرون آثار العصاة
قبلكم، وما نزل بهم، أو وأنتم لكم بصر ونظر وعقل تستطيعون به إدراك فظاعتها وبشاعتها
أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً أي للشهوة مِنْ دُونِ النِّساءِ أي أن الله تعالى إنما خلق الأنثى للذكر، ولم يخلق الذكر للذكر، ولا الأنثى للأنثى، ففعلكم مضادة لله في حكمه وحكمته بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ أي لا تعرفون شيئا لا طبعا ولا شرعا. أو المعنى: تفعلون فعل الجاهلين بأنها فاحشة مع علمكم بذلك، أو أريد بالجهل السفاهة والمجانة التي كانوا عليها، أو أريد جهلهم بحكمة الله في التحريم إذ لو استغنى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، لفني البشر