للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بقوله: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ.

وأما الشيخ الفاني الذي لا يستطيع الصيام فله أن يفطر ولا قضاء عليه .. ولكن هل يجب علية إذا أفطر أن يطعم عن كل يوم مسكينا إذا كان ذا جدة. فيه قولان .. والثانى هو الصحيح، وعليه أكثر العلماء أنه يجب عليه فدية عن كل يوم فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً بأن زاد على مقدار الفدية فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ فالتطوع او الخير خير له وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ إن كان عندكم علم. وهذا يتمشى مع الاتجاه الثاني في فهم النص. أي على اعتبار أن هذه الآية منسوخة أما على الاتجاه الأول الذي لا يفيد النسخ فإن المعنى يكون: وصيامكم في السفر والمرض خير لكم لأنه أشق عليكم إن كان عندكم علم. وهل المقصود بالعلم، العلم بالآخرة؟ أم العلم بما يضر وينفع للروح والجسد في الحياة الدنيا؟. العموم يشمل الجميع. فالصوم خير كله.

[فوائد]

١ - أكثر العلماء على أن هذا النص منسوخ بالآية بعده. ولعدم النسخ وجه تؤيده قراءة حفصة رضي الله عنها: (وعلى الذين لا يطيقونه) ومثل هذه القراءة الشاذة لا تثبت قرآنا ولكنها تفيد تفسيرا.

٢ - المرضع والحامل إذا خافتا على نفسيهما أو ولديهما نسبا كان أو رضاعا، فإنه يباح لهما الفطر يوم العذر. وكذلك للمريض. أما المسافر فقد رأينا أنه لا يباح له الفطر يوم السفر، إلا إذا كان سفره قبل الفجر في رأي من ذهب إلى ذلك من العلماء كما سنرى.

٣ - ضعف أنس عن الصوم. فصنع جفنة من ثريد، فدعا ثلاثين مسكينا فأطعمهم.

٤ - في قوله تعالى: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. بيان أن العلم فيه بيان لخيرية الصوم. وأنه كلما ازدادت معارف الإنسان الدينية أو الدنيوية يتأكد هذا المعنى. فكم للصوم من آثار طيبة في شفاء أمراض الجسد. وكم من آثار طيبة في شفاء النفس، وقد كتبت في هذا الموضوع الكتب ودبجت المقالات بأقلام أطباء ومجربين مرضى فلله الحمد.

شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ: يمتدح الله تعالى شهر رمضان، وتخصيصه بفريضة الصوم من بين الشهور. بإنزال القرآن فيه إما بابتداء إنزاله فيه- وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>