صالحا، قال فيقال قد عمرت ما كنت معمرا، قال فيضيق عليه قبره ويلتئم، فهو كالمنهوش ينام ويفزع، تهوي إليه هوام الأرض وحياتها وعقاربها، وروى أيضا عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ويل لأهل المعاصي من أهل القبور، تدخل عليهم في قبورهم حيات سود أودهم، حية عند رأسه، وحية عند رجليه، يقرصانه حتى يلتقيان في وسطه، فذلك العذاب في البرزخ الذي قال الله تعالى وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. وقال أبو صالح وغيره في قوله تعالى وَمِنْ وَرائِهِمْ يعني أمامهم. وقال مجاهد: البرزخ: الحاجز ما بين الدنيا والآخرة. وقال محمد بن كعب: البرزخ ما بين الدنيا والآخرة، ليسوا مع أهل الدنيا يأكلون ويشربون، ولا مع أهل الآخرة يجازون بأعمالهم. وقال أبو صخر البرزخ: المقابر لا هم في الدنيا ولا هم في الآخرة، فهم مقيمون إلى يوم يبعثون، وفي قوله تعالى وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ تهديد لهؤلاء المحتضرين من الظلمة بعذاب البرزخ كما قال تعالى مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ وقال تعالى وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ وقوله تعالى إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ أي يستمر به العذاب إلى يوم البعث كما جاء في الحديث «فلا يزال معذبا فيها» أي في الأرض).
[المجموعة الرابعة وهي خاتمة السورة]
وتمتد من الآية (١٠١) حتى نهاية السورة أي إلى نهاية الآية (١١٨) وهذه هي: