للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشراب ذكر بعده الفاكهة لتتم النّعمة والغبطة).

[كلمة في السياق]

قصّ الله عزّ وجل علينا في الآيات السابقة ما أعدّه للمتقين المؤمنين المسلمين في الجنة يوم القيامة. بعد أن تقوم الساعة، والآن يحدثنا عن حال أهل النار.

إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ أبدا

لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ أي: لا يخفف عنهم ساعة واحدة ولا ينقص وَهُمْ فِيهِ أي: في العذاب مُبْلِسُونَ أي: آيسون من الفرج متحيّرون قال ابن كثير: أي آيسون من كل خير

وَما ظَلَمْناهُمْ بالعذاب وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ قال ابن كثير: أي بأعمالهم السيئة بعد قيام الحجة عليهم، وإرسال الرسل إليهم فكذّبوا وعصوا فجوزوا بذلك جزاء وفاقا، وما ربك بظلام للعبيد

وَنادَوْا بعد أن أيسوا من فتور العذاب يا مالِكُ هو خازن النار لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ أي: ليمتنا أو ليقبض أرواحنا فيريحنا مما نحن فيه والمعنى: سل ربك أن يقضي علينا قالَ مالك إِنَّكُمْ ماكِثُونَ قال ابن عباس: مكث ألف سنة ثم قال: إنكم ماكثون رواه ابن أبي حاتم أي لا خروج لكم منها، ولا محيد لكم عنها ثم ذكر سبب شقوتهم، وهو مخالفتهم للحق ومعاندتهم له فقال

لَقَدْ جِئْناكُمْ أي: نحن الملائكة إذ هم رسل الله ومالك منهم بِالْحَقِّ أي: بيّناه لكم ووضّحناه وفسّرناه وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ قال النسفي: أي لا تقبلونه وتنفرون منه، لأن مع الباطل الدعة، ومع الحق التعب. قال ابن كثير: أي ولكن كانت سجاياكم لا تقبله ولا تقبل عليه، وإنما تنقاد للباطل وتعظّمه، وتصدّ عن الحقّ وتأباه، وتبغض أهله فعودوا على أنفسكم بالملامة، واندموا حيث لا تنفعكم الندامة .. )

[كلمة في السياق]

بدأ المقطع بالكلام عن القرآن بقوله: وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ* وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ثم حدثنا الله عزّ وجل عن عيسى بما يؤكد أن دعوته هي دعوة محمد صلّى الله عليه وسلم، ثم خاطب الله المشركين

<<  <  ج: ص:  >  >>