ألوهيته. لا شريك له فيها. ولا يصح أن يسمى غيره إلها. لا إِلهَ إِلَّا هُوَ: هذا تقرير للوحدانية بنفي غيره أن يكون إلها. وإثبات إلهيته جل جلاله. الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ: أي المولي لجميع النعم أصولها وفروعها. ولا شئ سواه بهذه الصفة. فما سواه، إما نعمة، وإما منعم عليه. وكل ذلك من آثار رحمته العامة والخاصة.
[كلمة في السياق]
جاءت هذه الآية في بداية فقرة، وبعد فقرة في سياق مقطع. فلنلاحظ محلها في السياق:
بدأ المقطع بقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ .... وتأتي هذه الآية لتعلن أن الله وحده هو الإله. فإذا كان الأمر كذلك فكيف لا يصبر الإنسان على أمره؟ وإذا كان رحمانا رحيما. فكيف لا يسلم الإنسان له؟ وجاءت هذه الآية بعد ذكر الكتمان والتحذير من الكفر، فكانت تذكيرا بالله. وكما قلنا فإن هذا المقطع كله جاء بمثابة تفصيل لقضايا من الذكر والشكر بعد قوله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ فكانت هذه الآية بداية فقرة جديدة تستخرج الذكر والشكر. ففيها تذكير بوحدانية الله ورحمته بين يدي ما يكون بمثابة الدليل على الوحدانية والرحمة.
[فوائد]
١ - قال ابن كثير: وفي الحديث عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد بن السكن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ والم. اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ».
٢ - في التقديم للفقرة التي بين أيدينا. وللآية الأولى فيها يقول صاحب الظلال:
«إن وحدة الألوهية، هي القاعدة الكبيرة التي يقوم عليها التصور الإيماني. فلم يكن هناك جدل حول الاعتقاد بوجود إله- تختلف التصورات حول ذاته، وحول صفاته، وحول علاقاته بالخلق. ولكنها لا تنفي وجوده- ولم يقع أن نسيت الفطرة هذه الحقيقة. حقيقة وجود إله. إلا في هذه الأيام الأخيرة. حين نبتت نبتة منقطعة