للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سياق السورة الخاص، إذا اتضح هذا كله فلننتقل إلى تفسير ما تبقى من مجموعات الفقرة.

[تفسير المجموعة الثانية]

وَفِي مُوسى قال النسفي: معطوف على وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ أو على قوله تعالى وَتَرَكْنا فِيها آيَةً ... فالتقدير إذن: وفي موسى آية: إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ قال النسفي: أي بحجة ظاهرة وهي اليد والعصا وقال ابن كثير: أي بدليل باهر وحجة قاطعة

فَتَوَلَّى أي: فأعرض فرعون بِرُكْنِهِ قال النسفي: (أي بما كان يتقوى به من جنوده وملكه، والركن:

ما يركن إليه الإنسان من مال وجند) قال ابن كثير: (أي فأعرض فرعون عما جاء به موسى من الحق المبين استكبارا وعنادا) وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ قال ابن كثير:

أي لا يخلو أمرك فيما جئتني به من أن تكون ساحرا أو مجنونا

فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ أي: هو من كان يتعزز به، ويتكبر بسببه فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ أي فألقيناهم في البحر وَهُوَ أي: فرعون مُلِيمٌ أي: وهو ملوم كافر جاحد معاند قال النسفي: (أي آت بما يلام عليه من كفره وعناده).

[تفسير المجموعة الثالثة]

وَفِي عادٍ آية إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ أي: المفسدة التي لا تنتج شيئا قال النسفي: (هي التي لا خير فيها من إنشاء مطر أو إلقاح شجر)

ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ قال ابن كثير: أي مما تفسده الريح إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ أي: كالشئ الهالك البالي، وقد فسر النسفي الرميم بقوله: هو كل ما رم، أي: بلي وتفتت من عظم أو نبات أو غير ذلك، والمعنى: ما تترك من شئ هبت عليه من أنفسهم وأنعامهم وأموالهم إلا أهلكته.

[تفسير المجموعة الرابعة]

وَفِي ثَمُودَ قال النسفي: (آية أيضا) إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ قال ابن جرير: يعني إلى وقت فناء آجالكم. وقال النسفي: تفسيره قوله تعالى تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ قال ابن كثير: وذلك أنهم انتظروا العذاب ثلاثة أيام فجاءهم في صبيحة اليوم الرابع بكرة النهار

فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ أي: فاستكبروا

<<  <  ج: ص:  >  >>