لن نضيف شيئا إلى ما ذكرناه من قبل حول المجموعة الرابعة وسياقها سوى التذكير بإعطاء الذكر والإنفاق والجهاد في سبيل الله مكانهم الصحيح في هذا الدين ومن أنفسنا، ونخص بالذكر صلاة الجمعة والصلوات المفروضة، والزكاة وصدقة الفطر، والعمل المتواصل بكل الوسائل المشروعة لجعل كلمة الله هي العليا. ونضيف أنه بقدر ما نزيد يزيد الله لنا، وبقدر ما نقيم من فرائض ونوافل تتمحص قلوبنا للإيمان، وتتحرر من الكفر والنفاق، فلينتبه الغافلون عن الذكر إلى الذكر، ولينبه الغافلون عن الإنفاق إلى الإنفاق، ولينبه الغافلون عن الجهاد إلى الجهاد، فإن ذلك هو طريق التحقق بالتقوى، وإذ كان طريق التحقق بالتقوى في سورة البقرة جاء بعد مقدمتها فقد فصلت السور الثلاث وهي تفصل المقدمة بما يحقق بالتقوى، وبما يبعد عن الكفر والنفاق، ولننتقل إلى المجموعة الخامسة من قسم المفصل وهي آخر مجموعة من زمرة المسبحات.