قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ أي برب الصبح، قال ابن كثير- بعد أن ذكر أكثر من قول في الآية-: قال ابن جرير: والصواب القول الأول أنه فلق الصبح، وهذا هو الصحيح، وهو اختيار البخاري في صحيحه رحمه الله تعالى
مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ قال ابن كثير: أي من شر جميع المخلوقات
وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ قال النسفي:
الغاسق الليل إذا اعتكر ظلامه، ووقوبه: دخول ظلامه في كل شئ
وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ قال النسفي: النفاثات النساء أو النفوس أو الجماعات السواحر اللواتي يعقدن عقدا في خيوط وينفثن عليها ويرقين، والنفث: النفخ مع ريق. أقول: من كلام النسفي نفهم أن هناك اتجاها عند المفسرين في تفسير النفاثات بالنفوس، فهل يدخل في ذلك الاستعاذة من النفوس التي تنفث في عقد النفوس لتغذيها أو لتستغلها أو لتوجهها توجيها سيئا؟ لا أجزم بذلك ولكنني أحتمل أن يكون هذا داخلا في النص، فإن القرآن لكل العصور
وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ قال النسفي: إذا أظهر حسده، وعمل بمقتضاه، لأنه إذا لم يظهر فلا ضرر يعود منه على من حسده، بل هو الضار لنفسه لاغتمامه بسرور غيره، وهو الآسف على الخير عند الغير، وقد ختم النسفي كلامه عن السورة بقوله:
(والاستعاذة من شر هذه الأشياء بعد الاستعاذة من شر ما خلق، إشعار بأن شر هؤلاء أشد، وختم بالحسد ليعلم أنه شرها، وهو أول ذنب عصي الله به في السماء من إبليس، وفي الأرض من قابيل، وإنما عرف بعض المستعاذ منه ونكر بعضه لأن كل نفاثة شريرة، فلذا عرفت النفاثات ونكر غاسق؛ لأن كل غاسق لا يكون فيه الشر، إنما يكون في بعض دون بعض، وكذلك كل حاسد لا يضر، ورب حسد يكون محمودا كالحسد في الخيرات).
[كلمة في السياق]
١ - تأتي قصة آدم عليه السلام في سورة البقرة بعد قوله تعالى هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ بعد هذه الآية تأتي قصة آدم وفيها ذكر لتبشير الله عزّ وجل الملائكة بخلافة