يبدأ المقطع بالكلام عن التوحيد من خلال الكلام عن إبراهيم عليه السلام، وينتهي بعرض مشهد من مشاهد يوم القيامة يؤنّب فيه المشركون: وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ وفي وسط المقطع نرى كلاما عن دعاة التوحيد وهم الرّسل عليهم الصلاة والسلام ومن والاهم. وفي البداية والنهاية والوسط نجد نقاشا وحوارا مع أهل الشّرك والكفر ممّا يؤكد وحدة المقطع، كما يؤكد صلته بالسياق الخاص لسورة الأنعام الذي حددته الآيات الأولى فيها: ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ
والمقطع يحدثنا عن كفر الكافرين بالله، وشرك المشركين به، كما يحدثنا عن حال هؤلاء الكافرين إذا رجعوا إلى الله، وذلك له صلة بمحور السورة كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ* هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ لاحظ قوله تعالى في المقطع على لسان إبراهيم عليه السلام إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وقوله تعالى: وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ إنّه من ملاحظة ذلك ندرك الصلة بين المقطع ومحور السورة من البقرة.