الإسلام كله، والنهي عن اتباع خطوات الشيطان، وعملية الدخول في الإسلام ترتبط بها قضية الإكراه على ترك الإسلام، فإذا حدث فما الحكم وما المخلص؟. كما ترتبط بها قضية الردة، فإذا حدثت فما العقوبة؟.
وقد جاءت هذه المجموعة مبينة لهذه القضايا، ومبينة من هم الذين عندهم استعداد للردة وهم الكاذبون. فصلة المجموعة بمحور السورة من البقرة واضح. وبمناسبة الكلام عن الفتنة، والإكراه على ترك الإسلام، يضرب الله مثلا لهؤلاء الذين يفتنون الناس عن دينهم، ويبين ما هو جزاؤهم. فلنعد إلى التفسير:
لا يزعجها خوف، لأن الطمأنينة مع الأمن، والانزعاج والقلق مع الخوف. يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً أي واسعا مِنْ كُلِّ مَكانٍ أي من كل بلد فَكَفَرَتْ أي فكفر أهلها بِأَنْعُمِ اللَّهِ أي بنعمه فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ أي بدّلهم بحاليهم الأوليين خلافهما: الجوع بدل الرزق الرغد، والخوف بدل الأمن بِما كانُوا يَصْنَعُونَ أي بسبب صنيعهم وبغيهم وتكذيبهم
وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ جاحدين نعمة الله عليهم بهدايتهم إلى دينه على يد الرسول صلّى الله عليه وسلّم فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ أي أخذهم العذاب في حال تلبسهم بالظلم، جعل الله هذه القرية التي هذه حالها مثلا لكل قوم أنعم الله عليهم فأبطرتهم النعمة فكفروا وتولوا فأنزل الله بهم نقمته، ويمكن أن يكون المراد بهذه القرية قرية من قرى الأولين كانت هذه حالها فضربها الله مثلا. والأكثرون على أنها مكة، ضربت مثلا لكل من يفتن المؤمنين ويكذّب رسل الله، والجوع الذي أصابهم وجد يوم دعا عليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسبع كسني يوسف، والخوف الذي أصابهم بسبب سرايا الرسول صلّى الله عليه وسلّم وجيوشه، والعذاب الذي نزل بهم هو ما أصابهم يوم بدر، والعبرة لعموم اللفظ كما نعرف، فهذا المثل في هذا المقام تحذير لمن يرتد، ولمن يفتن المسلمين عن دينهم، ولمن يكذب رسل الله عليهم الصلاة والسلام.