١ - ورد في المقطع خمس مرات: نداء للمؤمنين، مرة بالأمر بالوفاء بالعقود، ومرة بعدم استحلال قضايا معيّنة، ومرة بالطّهارة. ومرة بالعدل. ومرة بتذكر نعمة الله أن كفّ أيدي الكافرين، وتكرر الأمر بالتقوى خلال ذلك كثيرا.
فإذا ما تذكرنا أن هذه السورة امتداد لسورة النّساء، وهي في الوقت نفسه تركّز على القضايا التي تنافي الإيمان، من نقض الميثاق، والفسوق، وقطع ما أمر الله به أن يوصل، والفساد في الأرض، إذا ما تذكّرنا هذا عرفنا أهميّة هذه الأوامر التي ابتدأت بها السورة في مقطعها الأول، فعلينا أن ننتبه إلى أهميّة الوفاء بالعقود، وأهمية الصّلاة، وأهميّة العدل، وأهميّة تذكّر نعمة الله المتجددة بكفّ أيدي الكافرين عن استئصال المؤمنين، وكلّ ذلك مرتبط بقضيّة الإيمان والتقوى، والوفاء بالعهد مع الله.
٢ - لقد رأينا عند تفسير قوله تعالى: وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا أنّ من قال سمعنا وأطعنا فقد أعطى الله عهدا ولقد قالها كما قص الله علينا ذلك في سورة البقرة كل مؤمن آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا.
فعلى الإنسان أن يذعن قلبه، وجسمه، ولسانه، بالسمع والطاعة، وذلك عهد جديد له مع الله- عزّ وجل- وعليه دائما أن يتذكر عهده مع الله، ومنّ مقتضى ذلك أن يكون عادلا. ومن مقتضى ذلك أن يكون طاهرا مصلّيا. ومن مقتضى ذلك ألا يرتكب حراما في فم أو فرج. ومن مقتضى ذلك ألا يهتك محارم الله. ومن مقتضى ذلك ألا يمدّ يده ليتعاون مع أحد على إثم وعدوان. ومن مقتضى ذلك أن يتعاون على البرّ والتقوى. ومن مقتضى ذلك أن يتذكّر نعمة الله عليه، وعلى المسلمين بنعمة الإسلام، ونعمة الرعاية. وذلك كله مرتبط بقوله تعالى من سورة البقرة: