للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقدمة سورة يوسف عليه السلام]

وهي ثلاث آيات وهذه هي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [سورة يوسف (١٢): الآيات ١ الى ٣]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (١) إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ (٣)

[التفسير]

الر هي هنا تؤدي ما يؤديه أمثالها من إشارة إلى الإعجاز، ومن إشارة إلى مفاتيح الوجدة القرآنية، ومن إشارة إلى جرس السورة، إلى غير ذلك تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ أي هذه آيات الكتاب وهو القرآن الذي من خصائصه أنه واضح جلي، يفصح عن كل الأشياء بغاية البيان فيفسرها ويبينها. والإشارة في تلك إلى آيات هذه السورة الظاهر أمرها في الإعجاز، والتي تبين لمن تدبرها أنها من عند الله لا من عند البشر

إِنَّا أَنْزَلْناهُ أي أنزلنا هذا القرآن قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ أي لكي تفهموا معانيه، وتعملوا، وتتحققوا. فتكونوا عقلاء حقا، والمنة بنزول القرآن على العرب واضحة لما في ذلك من تشريف للعرب والعربية، والمنة على العالم بنزول هذا القرآن بهذه اللغة. لأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني فهي أشرف اللغات، كما أن القرآن أشرف الكتب، كما أن محمدا صلى الله عليه وسلم أشرف الرسل، وقد نزل القرآن في أشرف البقاع، بسفارة أشرف الملائكة، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة: وهو رمضان. فكمل من كل الوجوه.

نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ القاص: هو الذي يأتي بالقصة على حقيقتها. والقصص إما بمعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>