أمر الله يحفظونه، أي له معقبات من نظام هذا العالم- الذي هو بأمره- يحفظونه، فللإنسان معقبات يحفظونه بأمر الله، قال أبو أمامة: ما من آدمي إلا ومعه ملك يذود عنه حتى يسلمه للذي قدر له إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ من العافية والنعمة حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ من الحال الجميلة بكثرة المعاصي، فحفظ الملائكة نعمة يغيرها الله إذا تغيرت الأنفس نحو الشر وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً أي عذابا فَلا مَرَدَّ لَهُ أي لا يدفعه شئ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ أي من دون الله مِنْ والٍ أي من يلي أمرهم ويدفع عنهم، وإذا كان هذا شأن الله فإنه يعلم الحق ويهدي إليه ويطالب به
هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ قال ابن كثير: البرق وهو ما يرى من النور اللامع ساطعا من خلل السحاب خَوْفاً وَطَمَعاً أي خائفين من وقوع الصواعق عند لمع البرق، وطامعين في الغيث. وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ بالماء أي ويخلقها منشأة جديدة وهي لكثرة مائها ثقيلة قريبة إلى الأرض
وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ كما يسبح له كل شئ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ أي ويسبح الملائكة من هيبته وإجلاله وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ الصاعقة معروفة فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ أي يرسلها نقمة ينتقم بها ممن يشاء، كما قال ابن كثير، وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ أي يشكون في عظمته وأنه لا إله هو وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ أي شديد الأخذ أو شديد القوة، والمماحلة في الأصل:
شدة المماكرة والمكايدة، ومنه تمحل لكذا إذا تكلف لاستعمال الحيلة واجتهد فيه، وإذن فالمعنى الحرفي: أنه شديد المكر والكيد لأعدائه، يأتيهم بالهلكة من حيث لا يحتسبون في مقابلة مكرهم وكيدهم
لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ الحق ضد الباطل والمعنى: أن الله سبحانه يدعى فيستجيب الدعوة، ويعطي الداعي سؤاله، بخلاف ما لا ينفع ولا يجدي دعاؤه، ويحتمل أن يكون المراد بدعوة الحق دعوة التوحيد، فدعوة التوحيد دعوته وحده وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ أي والآلهة الذين يدعونهم الكفار من دون الله، أو ومثل الذين يعبدون آلهة غير الله لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ من طلباتهم إِلَّا كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ أي فمه وَما هُوَ بِبالِغِهِ أي وما الماء ببالغ فاه والتقدير: والذين يدعون من دونه لا يستجيبون إلا كاستجابة الماء لمن بسط كفيه إليه، أي كاستجابة الماء لمن بسط كفيه إليه يطلب منه أن يبلغ فاه، والماء جماد لا يشعر ببسط كفيه ولا بعطشه وحاجته إليه، ولا يقدر أن يجيب دعاءه ويبلغ فاه، وكذلك ما يدعونه من جماد لا يحس بدعائهم، ولا يستطيع إجابتهم، ولا يقدر على نفعهم قال مجاهد:(كباسط كفيه: يدعو الماء بلسانه ويشير إليه فلا يأتيه أبدا). تصور الآن