إذ حرم الله الربا، فقد فتح أبوابا، تحل محل الربا المحرم. من ذلك بيع السلم. ومن ذلك القرض المضمون بالرهن، أو بالكفيل، أو بذمة الدولة. ومن ذلك شركة المضاربة.
والذين يفرضون الربا على هذه الأمة، المحاربون لله ورسوله هؤلاء- زيادة على كونهم يثبتون إثمهم، وحربهم لله ورسوله بذلك- فإنهم يثبتون عجزهم كذلك عن التفكير. فلو أن حكومة من الحكومات، انطلقت من خلال مصارف شركة المضاربة. ومن خلال مصارف السلم. ومن خلال مصارف القرض الحسن. ثم لو حاولت أن توجد صيغ التعامل مع العالم الخارجي على أسس إسلامية مستمدة من كل المدارس الفقهية لكان الوضع مختلفا. لكن العجز عن التفكير، والعجز عن التنفيذ، والجهل والتقليد، وأشياء أخرى، كلها حالت دون قيام ذلك. ونرجو أن يتم ذلك كله في المستقبل.
تأتي هذه الفقرة بعد آيات الربا لتذكر البديل عن الربا من ناحية، ولتذكر نموذجا على المعاملات المنضبطة في النظام الإسلامي من ناحية. وهي تكمل موضوع الدخول في الإسلام كله من خلال تبيان أحكام الإسلام، والتربية على الالتزام.
تتألف الفقرة من آيتين في الدين وآية فيها إعلان المالكية لله والمحاسبة. والآية الأخيرة بمثابة درس الختام للفقرة، وللمقطع، وللقسم. فهي خاتمة الفقرة من حيث إن الفقرة توجيه في أمر المال الذي هو ملك الله. ومن حيث إن الدين مظنة الهلاك. فالتذكير بمحاسبة الله، يناسب ذلك. وهي بمثابة درس الختام في المقطع. إذ إن المقطع بدأ بقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ. فإن يختم المقطع بالتذكير بمالكية الله، فذلك هو المناسب.
وهي بمثابة درس الختام في القسم الذي يدعو إلى الدخول في الإسلام كله، لتذكر بمالكية الله لنا وحسابه إيانا، فنقيم شرعه، ودينه كاملا.