للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ دُونِهِ أي والذين تعبدون من دون الله لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ

وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا أي لا نصرة عندهم لا لأنفسهم ولا لعبادهم ولا استجابة لهدى، لأنهم لا عقل عندهم ولا حياة وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ أي وترى هذه الأصنام ناظرة إليك أي يشبهون من ينظر لأنهم صوروا أصنامهم بصورة من يحدد نظره إلى الشئ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ أي المرئيات

خُذِ الْعَفْوَ أي ما عفا لك من أخلاق الناس وأفعالهم ولا تطلب منهم الجهد وما يشق عليهم، أو ضم العفو كله إليك، وأنفق منه على الناس بالعفو عنهم وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ أي بالمعروف والجميل من الأفعال. أو وأمر بكل فعلة يرتضيها العقل ويقبلها الشرع وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ أي ولا تكافئ السفهاء بمثل سفههم ولا تمارهم واحلم عليهم

وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ أي وإما ينخسنك منه نخس أي فإن يحملك بوسوسته على خلاف ما أمرت به فالنزغ النخس كأنه ينخس الناس حين يغريهم على المعاصي، ويدخل في نزغ الشيطان اعتراء الغضب فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ أي فاستجر به بذكر الاستعاذة إِنَّهُ سَمِيعٌ لنزغه عَلِيمٌ بدفعه فإذا التجأت إليه فاستعذت علم ذلك وفعل كرما منه واستجاب

إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ أي لمسة ووسوسة تَذَكَّرُوا ما أمر الله به ونهى عنه فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ أي فأبصروا السداد ودفعوا وسوسته. بأن يفروا منه إلى الله فيزدادوا بصيرة من الله بالله

وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ أي وأما إخوان الشياطين من شياطين الإنس فإن الشياطين يمدونهم في الغي أي يكونون مددا لهم فيه ويعضونهم، وجاز أن يكون المراد والشياطين يمدون الجاهلين ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ أي ثم لا يمسكون عن إغوائهم ليصروا ولا يرجعوا

وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ من الآيات التي يقترحونها قالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَها أي لولا اجتمعتها أي اختلقتها كما اختلقت ما قبلها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي فأنا متبع ولست متكلفا ولا أقترح على ربي شيئا هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ أي هذا القرآن دلائل وآيات تبصركم وجوه الحق وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ أي بهذا القرآن

وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ظاهره وجوب الاستماع والإنصات وقت قراءة القرآن في الصلاة وغيرها، وذهب بعضهم أن المعنى أنه إذا تلا عليكم الرسول القرآن عند نزوله فاستمعوا له، وجمهور الصحابة رضي الله عنهم على أنه في استماع المؤتم في الصلاة، وحملها بعضهم على استماع خطبة الجمعة لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أي من أجل أن تنالكم الرحمة

وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ هو عام في

<<  <  ج: ص:  >  >>