فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ من نصرتهم في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، والتقدير مخلف رسله وعده، وإنما أخر الرسل وقدم الوعد ليؤذن أنه إذا لم يخلف وعده أحدا فكيف يخلفه رسله الذين هم خيرته وصفوته إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ أي ذا عزة لا يمتنع عليه شئ أراده، وغالب لا يغالب ولا يماكر ذُو انتِقامٍ لأوليائه من أعدائه
يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ أي وعده هذا حاصل يوم تبدل الأرض غير الأرض وَالسَّماواتُ أي وتبدل السموات غير السموات وَبَرَزُوا أي وخرجوا من قبورهم لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ذكر الوحدانية بجانب القهارية هنا ليعلم أن الملك يومذاك لواحد غلاب لا يغالب، فلا مستغاث لأحد إلى غيره، وهذا يفيد أن الأمر يومذاك في غاية الشدة
وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ أي الكافرين المفسدين يَوْمَئِذٍ أي يوم القيامة مُقَرَّنِينَ أي قرن بعضهم مع بعض أو مع الشياطين، أو قرنت أيديهم إلى أرجلهم مغللين فِي الْأَصْفادِ والأصفاد هي القيود والأغلال
سَرابِيلُهُمْ أي قمصهم وثيابهم التي يلبسونها مِنْ قَطِرانٍ وهو مادة معروفة تتحلب من شجر يسمى الأبهل، فيطبخ فيهنأ به الإبل الجربى فيحترق الجرب بحدته وحره، ومن شأنه أن يسرع فيه اشتعال النار، وهو أسود اللون، منتن الريح، فيطلى به جلود أهل النار، حتى يعود طلاؤه لهم كالسرابيل ليجتمع عليهم لذع القطران وحرقته