للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنفسكم بترك المعاصي، وفعل الطاعات، وأهليكم بأن تأخذوهم بما تأخذون به أنفسكم: نارا) وقال علي رضي الله عنه: أي: أدبوهم وعلموهم، وقال ابن عباس:

أي: اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله، وأمروا أهليكم بتقوى الله، وقال قتادة:

تأمرهم بطاعة الله، وتنهاهم عن معصية الله، وأن تقوم عليهم بأمر الله، وتأمرهم به، وتساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية قذعتهم عنها، وزجرتهم عنها، وهكذا قال الضحاك ومقاتل: حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه. ثم وصف الله عزّ وجل هذه النار التي أمرنا أن نقي أنفسنا وأهلينا إياها فقال: وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ قال النسفي: (أي: نوعا من النار لا تتقد إلا بالناس والحجارة كما يتقد غيرها من النيران بالحطب). قال ابن كثير في تفسير هذه الحجارة: (قيل المراد بها الأصنام التي تعبد لقوله تعالى: إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ وقال ابن مسعود ومجاهد وأبو جعفر الباقر والسدي: هي حجارة من كبريت، زاد مجاهد: أنتن من الجيفة) عَلَيْها أي:

على هذه النار، أي: يلي أمرها وتعذيب أهلها مَلائِكَةٌ قال النسفي: يعني:

الزبانية التسعة عشر وأعوانهم غِلاظٌ شِدادٌ قال النسفي: (أي: في أجرامهم غلظة وشدة، أو غلاظ الأقوال شداد الأفعال) قال ابن كثير: (أي: طباعهم غليظة وقد نزعت من قلوبهم الرحمة بالكافرين بالله، تركيبهم في غاية الشدة والكثافة والمنظر) لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ قال النسفي: وليست الجملتان في معنى واحد، إذ معنى الأولى: أنهم يتقبلون أوامره ويلتزمونها، ومعنى الثانية: أنهم يؤدون ما يؤمرون به ولا يتثاقلون عنه، ولا يتوانون فيه)، وقال ابن كثير في الآية:

(أي: مهما أمرهم به تعالى يبادروا إليه لا يتأخرون عنه طرفة عين، وهم قادرون على فعله، ليس بهم عجز عنه، وهؤلاء هم الزبانية)

ثم أخبر تعالى عما يقال للكافرين عند دخولهم النار يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ أي: لأنه لا عذر لهم، أو لأنه لا ينفعهم الاعتذار إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أي: في الدنيا فلا ظلم، قال النسفي: أي: يقال لهم ذلك عند دخولهم النار، وقال ابن كثير: أي: يقال للكفرة يوم القيامة لا تعتذروا فإنه لا يقبل منكم، وإنما تجزون اليوم بأعمالكم.

[كلمة في السياق]

١ - بعد أن عاتب الله عزّ وجل رسوله صلى الله عليه وسلم ذلك العتاب، وعاتب زوجيته

<<  <  ج: ص:  >  >>