التحديد هو مما سمعه علماء المسلمين منهم أو عنهم، وهناك حديث رواه البخاري والنسائي وأحمد فيه كلام لليهود أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس فيه تحديد والأمر واسع ولا تهمنا معرفته
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا لي من كان من اليهود هاهنا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبوكم؟ قالوا: فلان قال: كذبتم أبوكم فلان فقالوا صدقت وبررت، ثم قال لهم:
هل أنتم صادقي عن شئ إن سألتكم عنه؟ قالوا: نعم يا أبا القاسم، وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أهل النار؟ فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسئوا والله لا نخلفكم فيها أبدا ثم قال ... ».
[وبإجمال نقول تفسيرا للآية]
يقول تعالى فى الآية إخبارا عن اليهود فيما نقلوه وادعوه لأنفسهم من أنهم لن تمسهم النار إلا أياما معدودة ثم ينجون منها، فرد الله عليهم ذلك بقوله تعالى قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً أي بذلك، فإن كان قد وقع عهد فهو لا يخلف عهده، ولكن هذا ما جرى ولا كان ولذا أتى ب أَمْ التي بمعنى بل في الرد على زعمهم، أي بل تقولون على الله ما لا تعلمون من الكذب والافتراء عليه، ثم بين الله عزّ وجل أن الأمر عنده هو:
بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ* وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ.
يقول تعالى: ليس الأمر كما تمنيتم ولا كما تشتهون، بل الأمر أنه من عمل سيئة وأحاطت به خطيئته، وهو من وافى يوم القيامة وليست له حسنة بل جميع أعماله سيئات، فهذا من أهل النار، والخطيئة هنا الشرك كما هو المأثور عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما، وأما الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات من العمل الموافق للشريعة فهم من أهل الجنة إذ إنهم آمنوا بما كفر به الآخرون، وعملوا بما ترك الناس من دين الله، أخبر الله بالآية أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبدا لا انقطاع له.
وللمفسرين كلام كثير في قوله تعالى بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ