للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجد الراحة في باله وحاله ومآله. ويجد الرفق واليسر في إيراد الأمور وإصدارها، وفي استقبال الأحداث واستدبارها. ويجد الطمأنينة والثقة واليقين في كل حالة وفي كل حين).

[كلمة في السياق]

١ - بالآية التي مرّت معنا أخيرا تنتهي المجموعة الأولى من الفقرة الثانية من المقطع الأول من القسم الثاني من سورة الأنعام: بدأت المجموعة بآية مبدوءة بكلمة (وكذلك) وستأتي مجموعة أخرى مبدوءة بكلمة (وكذلك) فكأن (وكذلك) الثانية معطوفة على (وكذلك) الأولى فيكون السياق الخاص للفقرة على الشكل التالي:

يقسم الكافرون أنّه لو جاءتهم آية ليؤمننّ بها، وليس هذا صحيحا بل هذا جزء من مكر وخداع، وصد عن سبيل الله بزخرف من القول، وهذا ليس مستغربا منهم، فإن كل نبي كان له عدو من شياطين الإنس والجن، وكل قرية فيها أكابر مجرميها ليمكروا فيها بهذا المعنى الأخير تبدأ المجموعة الثانية.

والدّليل على أن السياق لا زال استمرارا لموضوع طلب الكافرين آية أن الآية الثانية من هذه المجموعة هي قوله تعالى: وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ ودليل آخر وهو أن الله- عزّ وجل- قال في مقدمة هذه الفقرة:

وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ* وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ وسيأتي في هذه المجموعة قوله تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ....

٢ - يلاحظ أن الآية الأخيرة من المجموعة السابقة ختمت بقوله تعالى:

كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ثمّ جاءت الآية وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها مما يوحي بالصلة القوية بين بداية المجموعة اللاحقة ونهاية المجموعة السابقة ويجعل لاحتمال العطف القريب وجها قويا.

٣ - يلاحظ أن المجموعة اللاحقة تنتهي بقوله تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وهذا يذكرنا بالآية الأولى في المجموعة السابقة شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً.

٤ - وسنرى أن المجموعة اللاحقة تكمّل ذكر أسباب الضلال فلنرها:

<<  <  ج: ص:  >  >>