أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ قال النسفي: أي: الكافر المنكر للبعث أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ أي: يوم القيامة بعد تفرقها ورجوعها رفاتا مختلطا بالتراب، ولذلك فهو لا يؤمن بيوم القيامة، ولا يتقي ولا يلوم نفسه إذا أخطأ، قال ابن كثير:(أي: أيظن أنا لا نقدر على إعادة عظامه وجمعها من أماكنها).
[كلمة في السياق]
مجئ هذا الاستفهام بعد القسم بيوم القيامة، وبالنفس اللوامة، يوحي بشيئين:
أولا: بمضمون جواب القسم، وثانيا: بالسبب الذي يحمل الإنسان على الكفر بيوم القيامة، وعلى عدم لوم النفس على الخطأ، فالعلة هي تصور الإنسان أن الله عزّ وجل لن يجمعه بعد تفرق أجزائه ويحييه، وهو جهل بقدرة الله عزّ وجل ولذلك قال تعالى:
بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ أي: بلى نجمعها، قادرين على أن نسوي أصابعه كما كانت في الدنيا بلا نقصان وتفاوت، مع دقة تركيب البنان، فكيف لا نجمع عظامه عامة، والبنان: هو طرف الإصبع، وقد آمن بعضهم بالقرآن لهذه الآية بسبب ذكر البنان الذي فيه بصمات الإنسان التي تختلف من إنسان لآخر في العالم، حتى لو بلغ الناس مليارات كثيرة ما تشابهت بصمات أحدهم مع غيره،
ثم قال تعالى: بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ قال النسفي: (أي: ليدوم على فجوره