هذا اليوم فرجمه جميع إسرائيل بالحجارة وأحرقوه بالنار ورموه بالحجارة وأقاموا فوقه رجمة حجارة عظيمة إلى هذا اليوم فرجع الرب عن حمو غضبه). وأبرز ما يركز عليه هذا السفر ويوضحه فتح أريحا وقد رأينا الاختلاف في القرية التي ذكرها النص القرآني. هل هي أريحا أو القدس ولو كان في تعيينها فائدة عملية لذكرها الله.
والحكمة في ذكر هذه البلدة هي العبرة في أن الله أنعم على أمة بنعمة عظيمة، باستخلافها والفتح عليها. وكيف أنها تقابل ذلك بالمعصية بدل الشكر. وعلى كل حال فإن سفر يشوع يحدثنا: أن يشوع بعد أن سيطر على الأرض التي وعدها الله بني إسرائيل قسمها بين بني إسرائيل حسب أسباطهم، وأمرهم أن يسكن كل سبط في المكان المحدد له. ويظهر أن وباء ما قد أصاب بني إسرائيل عقب فتح أريحا. يدل على ذلك ما ورد في الإصحاح الثاني والعشرين في سفر يشوع (أقليل لنا إثم فغور الذي لم نتطهر منه إلى هذا اليوم وكان الوباء في جماعة الرب) وإثم فغور إثم حدث بسبب غلول غله بعض بني إسرائيل بعد فتح أريحا وعاقب يشوع أصحابه ولكن الوباء لم ينزل بهذا السبب حتما وإنما لشئ آخر ارتكبته الجماعة كلها والله أعلم.
[ولنعد إلى السياق]
وَسْئَلْهُمْ أي واسأل اليهود وهذا السؤال للتقريع والتذكير فهو تقريع لهم وتذكير بعقاب الله لمن خالف أمره. وتذكير لهذه الأمة بألا تتحايل على أمر الله فتستحل محارمه بحيلة ما، وهو تذكير عام بعاقبة من يخالف أمر الله، ويتنكر لهداه. عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ أي قريبة منه أو على ساحله وأكثر المفسرين على أنها أيلة على خليج العقبة. وقد أحيا اليهود اسمها حاليا فسموا مدينتهم على خليج العقبة إيلات إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ أي يتجاوزون حد الله فيه وهو اصطيادهم في يوم السبت وقد نهوا عن العمل فيه فهتكوا حرمته. والمراد بالقرية أهلها. والمعنى واسألهم عن أهل القرية وقت عدوانهم في السبت إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً أي ظاهرة على وجه الماء وذلك امتحان من الله لهم والمراد بيوم سبتهم يوم السبت الذي كلفهم الله بتعظيمه بترك الصيد والعمل، وبالاشتغال بالتعبد حيث يظهر لهم السمك على ظهر الماء في اليوم المحرم عليهم صيده، ويختفي عنهم في اليوم المحلل لهم صيده وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ أي: مثل ذلك البلاء الشديد نبلوهم بِما كانُوا يَفْسُقُونَ أي: بسبب فسقهم