للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النظر. ثم لاحظ المعاني:

في سورة الأعراف: وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ ...

وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا ....

وفي سورة الحجر: وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً ... وَالْأَرْضَ ... وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ .... وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ....

فسورة الحجر تقوم بدور سورة الأعراف، كما سنرى- في حيثية من الحيثيات.

كلمة في المجموعة الأخيرة وفي سورة الحجر: [حول أفكارها وترابطها وصلتها بالمحور]

١ - بدأت سورة الحجر بالكلام عن الكافرين، وأمرت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يتركهم، ثمّ أقامت عليهم الحجة بخلق الكون والحياة والإنسان، وعلّلت لضلالتهم، وذكرت استحقاقهم العذاب، واستحقاق المتقين النعيم، وعلّلت لذلك، بأن الله شديد العقاب، وأنه غفور رحيم، وذكرت نموذجا دنيويا على رحمته في قصة إبراهيم عليه السلام، وذكرت نماذج دنيوية على تعذيبه في قصة لوط وأصحاب الأيكة وأصحاب الحجر، ثمّ عللت لتعذيبه وإنعامه بأنه ما خلق السموات والأرض إلا بالحق، ثمّ هو قد أنزل القرآن، فكيف يترك الناس سدى، وبناء عليه فإن على الرسول النذير أن يعمل، وأن يعلن، وأن يتخذ مواقف، وأن يرد على مواقف، ومن تأمل هذه المعاني كلها رأى السورة على غاية من الوحدة والانسجام، وعلى غاية من الترابط والتسلسل.

٢ - يلاحظ أن ما بين بداية السورة وخاتمتها صلات:

في بدايتها: ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا ... وفي نهايتها فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ. وفي بدايتها إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ وفي نهايتها وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ وكما أن هناك تلاحما بين البداية والنهاية فهناك تلاحم ما بين النهاية والواسط:

في الواسط وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وفي النهاية وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ فالسورة على غاية من الانسجام في سياقها الخاص.

٣ - والسورة تفصّل في مقدمة سورة البقرة، فهي محورها: تفصّل في الفلاح

<<  <  ج: ص:  >  >>