للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرج مسلم والنسائي أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحو من هذا السياق، وقد علّله البخاري في كتاب التاريخ الكبير فقال: وقال بعضهم أبو هريرة عن كعب الأحبار وهو أصحّ، وكذا علّله غير واحد من الحفّاظ والله أعلم.

٢ - [كلام ابن كثير بمناسبة آية قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ .. ]

بمناسبة قوله تعالى: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ قال ابن كثير: (الظاهر من هذه الآية أن ملك الموت شخص معيّن من الملائكة كما هو المتبادر من حديث البراء المتقدم ذكره في سورة إبراهيم عليه السلام، وقد سمّي في بعض الآثار بعزرائيل وهو المشهور، قاله قتادة وغير واحد، وله أعوان. وهكذا ورد في الحديث أن أعوانه ينتزعون الأرواح من سائر الجسد حتى إذا بلغت الحلقوم تناولها ملك الموت، قال مجاهد: حويت له الأرض فجعلت مثل الطست، يتناول منها متى يشاء. ورواه زهير بن محمد عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه مرسلا. وقاله ابن عباس رضي الله عنهما، وروى ابن أبي حاتم ... عن جعفر بن محمد قال: سمعت أبي يقول: نظر رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم:

«يا ملك الموت أرفق بصاحبي فإنه مؤمن» فقال ملك الموت: يا محمد طب نفسا وقرّ عينا فإني بكل مؤمن رفيق، واعلم أن ما في الأرض بيت مدر ولا شعر، في بر وبحر إلا وأنا أتصفّحهم في كل يوم خمس مرات، حتى أني أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم، والله يا محمد لو أني أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى يكون الله هو الآمر بقبضها. قال جعفر: بلغني أنّه إنّما يتصفّحهم عند مواقيت الصلاة، فإذا حضرهم عند الموت فإن كان ممن يحافظ على الصلاة دنا منه الملك، ودفع عنه الشيطان، ولقّنه الملك لا إله إلا الله محمد رسول الله في تلك الحال العظيمة).

٣ - [كلام ابن كثير بمناسبة آية تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ .. ]

بمناسبة قوله تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ... قال ابن كثير: (وروى الإمام أحمد ... عن ابن مسعود عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «عجب ربنا من رجلين: رجل ثار من وطائه ولحافه من بين حبّه وأهله إلى صلاته؛ رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله تعالى فانهزموا، فعلم ما عليه من الفرار، وما له في الرجوع، فرجع حتى أهريق دمه؛ رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي، فيقول الله عزّ وجل للملائكة: انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي ورهبة مما عندي، حتى أهريق دمه». وهكذا رواه أبو داود في الجهاد عن موسى ابن إسماعيل عن حماد بن سلمة بنحوه. وروى الإمام أحمد ... عن معاذ بن جبل قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>