للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من ذلك يبقى الكافرون في شركهم وضلالهم ويترددون بما يمهلهم الله، ويفيض عليهم النعمة- مع طغيانهم- إلزاما للحجة عليهم.

[ملاحظة]

لاحظ الصلة بين قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا الآية الثانية من الآيات الخمس الأخيرة وبين قوله تعالى فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ في الآية الحادية عشرة التي هي آخر آية في المجموعة الأولى من المقطع، مما يشير إلى أن الآيات الخمس الأخيرة متكاملة في مجموع تقريراتها، وقد ذكرنا من قبل محل هذه التقريرات في السياق

[فائدة]

بمناسبة قوله تعالى: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ذكر ابن كثير ما رواه البزار في مسنده عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تدعوا على أنفسكم، لا تدعوا على أولادكم، لا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم».

[كلمة في السياق]

رأينا أن سورة يونس مبدوءة بمقدمة هي الآية الأولى منها، ثم ذكرت موقفا من مواقف الكافرين من الوحي والرسول والقرآن أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ ثم جاءت المجموعة الأولى من المقطع الأول وهي التي مرت معنا فهدمت عجبهم، وهدمت دعواهم، والآن تأتي مجموعة أخرى تهدم العجب والاستبعاد، وتهدم اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم بالسحر

فلنر المجموعة الثانية من المقطع الأول من القسم الأول من سورة يونس:

[المجموعة الثانية]

وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ أي أصابه الضر دَعانا أي دعا الله لإزالته لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً معناه أن المضرور لا يزال داعيا لا يفتر عن الدعاء حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>