مبنية على أصل فاسد، نجد تطبيقات هذه المعاني في أكثر ما كتبه الكاتبون عن نشأة الإنسان وتاريخه القديم، وعن نشأة اللغات. وقصة آدم تصحح لنا هذه المفاهيم كلها.
فقد عرفنا من خلال الآيات كيف أن إنساننا الحالي كان يعلم، وكان يتكلم من بداية خلقه، فما يقوله بعضهم من كون الإنسان لم يضل إلى لغة الخطاب إلا متأخرا فخطأ، وما يقوله بعضهم: عن فوضى جنسية في الابتداء فخطأ، وما يقوله بعضهم: عن جهل مطبق في التعامل مع الأشياء فخطأ، قد تكون هناك مراحل لاحقة أو ظواهر شاذة، لكن آدم عليه السلام، نزل إلى الأرض، وهو مزود باللازم الأول للاستخلاف: العلم والبيان.
- ختمت قصة آدم في القاعدة الكلية فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ.
هؤلاء أهل النار الذين هم أهلها ولكن قد يدخل النار عصاة المؤمنين، فهؤلاء لهم وضع خاص.
أخرج الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أما أهل النار الذين هم أهلها، فلا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن أقواما أصابتهم النار بخطاياهم فأماتتهم إماتة حتى إذا صاروا فحما أذن في الشفاعة».
- يهول بعض الناس عند ما يعلم أن أكثرية البشرية إلى النار، ولا يهوله أن تكفر أكثرية البشرية بالله وتحاربه وتحارب أولياءه وشريعته، إن الله يخلق الشجرة العظيمة ذات الثمر الكثير الطيب، الشجرة كلها للنار في المآل وفي الثمر الخير، إن شجرة البشرية خيرها في ثمارها، وثمارها أهل الإيمان فلا ينبغي أن يغتر أحد بكثرة المفسدين، وكثرة سفاكي الدماء ظلما، وعليه أن يحقق حكمة الله في خلقه بالقيام بعبادته وشكره وذكره واتباع هداه باتباع كتابه.
[٥ - كلمة أخيرة في المقطع وسياقه]
لعل القارئ من خلال ما مر قد ارتبطت لديه قصة آدم بالآيات التي قبلها. وأدرك سر طلب الله منا أن نتذكرها بعد ما عرفنا على أصناف الناس، وبعد ما عرفنا على الطريق إليه، فجاءت قصة آدم بعد ذلك لتقول: إنكم إن كنتم من المتقين المهتدين