للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[التفسير]

وَيْلٌ أي: خسار وهلاك وعذاب لِكُلِّ هُمَزَةٍ قال النسفي: أي الذي يعيب الناس من خلفهم لُمَزَةٍ قال النسفي: أي من يعيبهم مواجهة، وقال ابن كثير: الهماز بالقول، واللماز بالفعل، يعني: يزدري الناس وينتقص منهم

الَّذِي جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ قال النسفي: أي جعله عدة لحوادث الدهر، وقال ابن كثير: أي جمعه بعضه على بعض وأحصى عدده ... وقال محمد بن كعب: أي ألهاه ماله بالنهار هذا إلى هذا، فإذا كان الليل نام كأنه جيفة منتنة

يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ قال ابن كثير: أي يظن أن جمعه المال يخلده في هذه الدار

كَلَّا قال النسفي: ردع له عن حسبانه. وقال ابن كثير: أي ليس الأمر كما زعم ولا كما حسب لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ أي: في النار التي من شأنها أن تحطم كل ما يلقى فيها، أي ليلقين هذا الإنسان في النار

وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ قال النسفي: هذا تعجيب وتعظيم.

أقول: ثم فسر الله الحطمة بقوله نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ أي: هي أي الحطمة نار الله المشعلة

ثم وصفها الله عزّ وجل بقوله: الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ قال النسفي: (هي أنها تدخل في أجوافهم حتى تصل إلى صدورهم وتطلع على أفئدتهم، وهي أوساط القلوب ولا شئ في بدن الإنسان ألطف من الفؤاد، ولا أشد تألما منه بأدنى أذى يمسه، فكيف إذا اطلعت عليه نار جهنم واستولت عليه، وقيل خص الأفئدة لأنها مواطن الكفر والعقائد الفاسدة، ومعنى اطلاع النار عليها أنها تشتمل عليها).

وقال ابن كثير: (قال ثابت البناني: تحرقهم إلى الأفئدة، وهم أحياء، ثم يقول: لقد بلغ منهم العذاب ثم يبكي، وقال محمد بن كعب: تأكل كل شئ من جسده حتى إذا بلغت فؤاده حذو حلقه ترجع على جسده).

إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ أي: مغلقة مطبقة

فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ قال النسفي: أي تؤصد عليهم الأبواب وتمدد على الأبواب العمد استيثاقا في استيثاق. قال ابن كثير: وقال قتادة: كنا نحدث أنهم يعذبون بعمد في

<<  <  ج: ص:  >  >>