وبمقطعها هذا وبمقاطعها الآتية ما له علاقة بالقتال في سبيل الله، وإذ بينت المقدمة صفات المؤمنين، وعرف المؤمنون ضرورة القتال، واستوثقوا من نصر الله إذا أدوا ثمنه، فإن المقطع الثاني يوجه المؤمنين توجيهات مباشرة بنداءات مباشرة نحو ما ينبغي أن يعلموه، وأن يلتزموه، ويعملوه ليحققوا فريضة القتال وهكذا يأتي المقطع الثاني.
ولقد جاءت مقدمة السورة لتبين حقيقة الإيمان، ثم جاء المقطع الأول ليعرض علينا صفحة عما حدث يوم بدر، ثم يأتي المقطع الثاني وفيه خمسة نداءات لأهل الإيمان بصيغة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* آخرها نداء فيه معنى الوعد بأن يجعل الله لنا في كل مرة بدرا جديدة إذا اتقينا.
إنه مقطع ذو نداءات توجيهية لأهل الإيمان، تستند إلى أرضية دروس بدر، ولكنها في الوقت نفسه تضع دستور الحركة الجهادية المفروضة على المسلمين، وتضع دستور النجاح في هذه الحركة، وتحدد الأساسيات التي تحتاجها إقامة فريضة الجهاد: الثبات في المعركة، الطاعة، الاستجابة المباشرة للأمر، الحذر من الخيانة، التقوى.