للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المجموعة الثانية]

وَكَذلِكَ أي: وكما جعلنا في مكة مجرمين كبارا ليمكروا فيها جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها. أي: ليتجبروا على الناس فيها ويعملوا بالمعاصي وخص الأكابر- وهم الرؤساء- لأن ما فيهم من الرئاسة والسّعة أدعى لهم إلى المكر والكفر من غيرهم وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ لأن مكرهم يحيق بهم وفي ذلك تسلية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وللمؤمنين ووعد لهم بالنّصرة وَما يَشْعُرُونَ أنّه يحيق بهم وبال مكرهم

وَإِذا جاءَتْهُمْ. أي: هؤلاء الأكابر آيَةٌ. أي: معجزة أو آية من القرآن تأمرهم بالإيمان قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ. أي: مثل ما أعطوا من الوحي والرسالة والآيات اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ. أي: هو أعلم بمن يصلح للرّسالة والنّبوة سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللَّهِ. أي: ذلّ وهوان يوم القيامة وَعَذابٌ شَدِيدٌ في الدارين من القتل والأسر وعذاب النّار بِما كانُوا يَمْكُرُونَ.

أي: في الدنيا

فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ. أي: يوسّعه وينور قلبه وَمَنْ يُرِدْ الله أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً. أي: بالغا في الضيق كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ. أي: كما يضيق صدر الذي يصّعّد في السماء حتى ليصل إلى درجة الاختناق كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ. أي: العذاب في الآخرة واللعنة في الدنيا عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ. أي: على الكافرين

وَهذا صِراطُ رَبِّكَ. أي: طريقه الذي اقتضته الحكمة وسنته في شرح صدر من أراد هدايته، وجعله ضيقا لمن أراد ضلاله أو: وهذا الدين أو وهذا القرآن طريق ربك مُسْتَقِيماً أي عادلا مطّردا لا عوج فيه قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ أي لقوم يتعظون

لَهُمْ. أي: لهؤلاء الذين يذّكّرون دارُ السَّلامِ. أي: دار الله يعني الجنة أضافها إلى نفسه تعظيما لها أو دار السلامة من كل آفة وكدر أو المراد بالسلام التحية فهي دار السلام لأن التحية فيها السلام عِنْدَ رَبِّهِمْ. أي: فى ضمانه وَهُوَ وَلِيُّهُمْ.

أي: محبهم أو ناصرهم على أعدائهم بِما كانُوا يَعْمَلُونَ. أي: بأعمالهم أو متوليهم بجزاء ما كانوا يعملون، أو هو وليّنا في الدنيا بتوفيق الأعمال، وفي العقبى بتحقيق الآمال

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ. أي: أضللتم منهم كثيرا وجعلتموهم أتباعكم وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ. أي: الذين أطاعوهم واستمعوا إلى وسوستهم رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ. أي: انتفع الجنّ

<<  <  ج: ص:  >  >>