للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة النساء (٤): الآيات ١٧٥ الى ١٧٦]

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً (١٧٥) يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ

لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٧٦)

[كلمة في هذا المقطع]

بدأت السورة بمقطع مبدوء ب (يا أيها الناس) وانتهت بمقطع مبدوء ب (يا أيها الناس)، ولقد رأينا أن محور سورة النساء هو الآيات الخمس الآتية بعد مقدمة سورة البقرة من تلك السورة والتي منها: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا وهاهنا يأتي المقطع ليقرر أن هذا القرآن برهان من الله، وأنه نور مبين. وفي هذا السياق يبين لنا الله- عزّ وجل- الحكم في موضوع الكلالة، وهو موضوع مرتبط بقضايا الميراث التي تعرض لها المقطع الأول من سورة النساء فكما بدأ المقطع الأول ب (يا أيها الناس) وتحدث عن قضايا الميراث فكذلك هذا المقطع يبدأ ب (يا أيها الناس) وفيه جواب على استفتاء في شأن صورة من صور الإرث.

[المعنى العام للمقطع]

يقول الله تعالى مخاطبا جميع الناس، ومخبرا بأنه قد جاءهم منه برهان عظيم، وهو الدليل القاطع للعذر، والحجة المزيلة للشبهة، وهو القرآن الذي هو الضياء الواضح على الحق كله في كل شئون الحياة، فهو حق، وفيه برهانه ودليله، ثم بين تعالى أن الذين يجمعون بين مقامي العبادة والتوكل على الله في جميع أمورهم على ضوء كتاب الله هم الذين سيرحمهم الله، ويدخلهم الجنة، ويزيدهم ثوابا ومضاعفة، ورفعا في درجاتهم من فضله عليهم، وإحسانه إليهم، ويهديهم إليه طريقا واضحا قواما لا اعوجاج فيه ولا انحراف. هذه صفة المؤمنين في الدنيا والآخرة، فهم في الدنيا على منهاج الاستقامة،

<<  <  ج: ص:  >  >>