للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتلهم

وَقُلْنا مِنْ بَعْدِهِ هل هي من بعد فرعون؟ أو من بعد موسى؟ يحتمل هذا وهذا لِبَنِي إِسْرائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ السياق يقتضي كل الأرض؛ لأن فرعون أراد استفزازهم من كل الأرض بقتلهم، وهذا يشمل سكناهم في فلسطين، ثم سكناهم في الأرض كلها بعد تشتتهم فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ هل المراد بها هنا القيامة؟ أو المراد بها المرة الآخرة في الإفساد التي ذكرت في أول السورة بقوله تعالى فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ؟ تحتمل هذه وهذه جِئْنا بِكُمْ لَفِيفاً أي جميعا إلى الحشر، أو إلى فلسطين ليقع عليكم قضاء الله وقدره في الذبحة الثانية. الآية تحتمل هذا وتحتمل هذا.

هذه المجموعة الأولى من المقطع الخامس من هذه السورة. وقد آن أن نقف وقفة طويلة عند السياق بمناسبته:

[كلمة حول المقطع وسياقه]

١ - رأينا أن محور سورة الإسراء هو قوله تعالى: سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ وقد جاء في هذا المقطع من سورة الإسراء قوله تعالى فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ إِذْ جاءَهُمْ وذكر الله الآيات. فهذه المجموعة إذن تفصيل لذلك المقام. وفي أول السورة وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ وهي المجموعة التي تحدثت عن عقوبتين لبني إسرائيل؛ لأنهم بدّلوا نعمة الله. وجاءت هذه المجموعة في أواخر السورة وفيها حديث عن موسى وفرعون وبني إسرائيل، وجاء فيما بين ذلك كلام عن القرآن النعمة العظمى على البشرية. وفي ذلك تنبيه لهذه الأمة، وأخذ عبرة، إذ عرضت المعاني بين مجموعتين من الآيات فيهما كلام عن بني إسرائيل، وعن موسى عليه السلام وفرعون، وذكرت المجموعتان ما عوقب به فرعون إذ رفض، وما عوقب به بنو إسرائيل إذ انحرفوا. فيا هذه الأمة لا تقفي من القرآن كفرعون إذ رفض، ولا تكوني كبني إسرائيل إذ انحرفوا، بل عليك بالإسلام الكامل الشامل.

٢ - ما الحكمة في تأخير هذه المجموعة إلى نهاية السورة تقريبا؟

إن المجموعة- بهذا التأخير- قد خدمت مقاطع السورة كلها فهي خدمت المقطع السابق عليها، إذ بينت أن فرعون قد أري أمثال الآيات التي اقترحها المشركون على

<<  <  ج: ص:  >  >>